الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

رفس جلجامش جسد عيقم واسقطه من فوق الجبل أيضًا

كان القوم لايعلمون مايجري فوق الجبل فقط يسمعون صوت مقارعة السيوف وصوت الرعد لكن حين سقط رأس عيقم وجسده وراءه

انتفض القوم جميعهم قوم عيقم وجلجامش

تقدم جلجامش من سفح الجبل ينظر لقومه بزهوة نصر

أخيرًا انتهى كل شيء

تعالت صرخات قومه فرحةً بالنصر

حمل جلجامش عشتار ونارين ونزل بهم من سفح الجبل بعد أن خلعت فرو الذئب وغرز جلجامش سيفه عين الذئب في سفح الجبل معلقًا عليه الفرو كنصب تذكاري

نزل جلجامش على الأرض واتجه بهيبة للمنصة بجانبه عشتار تحمل نارين وهي تنظر للجن وهي متوجسة قليلًا لكن بدا أنها تعودت قليلًا على النظر للجن بعد كل الأهوال التي مرت بها

صعد جلجامش على المنصة ونظر للقوم قائلا: ياقوم انتهت الحرب وانتصرنا على الطغاة من اليوم بدأ عهد السلام

تعالت أصوات القوم بالتهليل والهتاف ” يحيا الأمير.. يحيا الأمير”

جلجامش: إن هذا ليس عيقم ملككم أنه ساحر إنسي قتل عيقم منذ زمن بعيد وانتحل شخصيته وكان يريد القضاء على جميع أشراف الجن ليحكم الجن ويحكم العالم بالشرور والسحر لأغراضه الشخصية

تعالت صرخات من جند عيقم فهرع سامد بسرعة لججث0ة عيقم يتفحصه ثم نهض والوجوم والغضب باديًا على وجهه والدموع تملأ عينيه

سامد: ياله من حقير كم تمنيت لو قتلته بيدي وهل أكد لك أنه قتل عيقم

جلجامش: هذا ماقاله

سامد: إذًا فأتفاقكم فقد شرعيته إذ أنه ليس بعيقم الحقيقي ولا يحق لك حكم شعبنا بمجرد التغلب على ملك مزيف إنسي فمازال القعقاع على قيد الحياة

جلجامش: لا تقلق ياسامد لا أريد حكم شعبكم فقط دعونا نعيش بسلام ألاتعتدوا علينا ولانعتدي عليكم إما أن توافق على هذا أو نحسم الأمر الآن

نظر سامد لجلجامش ثم قال: كما قلت لقد م١ت الطاغية الذي كان يدعو للحرب ولاطاقة للقبيلتين في مزيد من القتال الأفضل لنا أن نتعايش بسلام

وتعالت الهتافات من الجميع هذه المرة

خرج سامد بالجنود من القلعة وهم في حالة صد@مة وكأنهم لايعلمون أين سيذهبون وماذا سيقولون لقومهم

بعد أن خرج الجنود جميعهم وأغلقت أبواب القلعة والقوم مازالوا ينظرون لعشتار وجلجامش وكأنهم يريدون تفسيرًا لوجود إنسية بينهم

جلجامش: ياقوم إن هذه الإنسية زوجتي عشتار وأم ابنتاي وقد أنقذت حياتي أكثر من مرة لولاها لقتلني عيقم وصار ملكًا عليكم إنها أميرتكم

عم صمت في جميع أرجاء القلعه

تقدم جني عجوز جدًا كان المستشار الخاص لأب جلجامش وبالكاد كان يمشي

صعد على المنصة ونظر لعشتار فأنزلت رأسها للأسفل كي لاتلتقي أعينهما ثم نظر لجلجامش وقال: لطالما رفض أبوك فكرة زواجك من هذه الإنسية وكان يتألم كثيرًا لنفيك من أرض الجن

كان دائمًا يقول أنك أفضل من يحكم أرضنا بعده من بين أولاده لكن ولعك بهذه الإنسية أخاب أمله فيك

أحس جلجامش بحزن كبير لكن الجني العجوز بادره قائلا: حين بات أبوك على فراش المoت اجتمع بوزراءه ومستشاريه وأمرهم أن يجلبوك حين يتطلب الأمر ذلك وإلا لما طلبناك من أرض الإنس لأنك منفي أصلًا لكن كانت هذه هي وصية أبيك الأخيرة

قال أنك الوحيد من أولاده من له القدرة والقوة على الحكم والتغلب على الظلم

قال إنك أعظم إنجازاته

وماحدث في الأيام الماضية أثبت صحة كلام أبيك وأنك كفؤ بأن تحكمنا أنت وزوجتك سواءً كانت جنيةً أم إنسية لايهم مادام هدفها حماية الملك ومملكته

تعالت هتافات القوم بالفرح والتهليل والهتاف باسم جلجامش وعشتار

قبض جلجامش على عشتار وطار بها عاليًا في السماء بسرعة ونارين خلفهما

عشتار: إلى أين؟؟

جلجامش: أحقًا لاتعرفين؟

عشتار: أهم مكان يفترض بنا الذهاب إليه الآن هو قلعة الجنيات السبع لاسترد بناتي

وصل جلجامش لقلعة الجنيات السبع

كانت مليئة بالأشجار والأزهار والأنهار مخضرة كل شيء فيها جميل

وصاح بوقٌ جميل منذرًا بقدوم جلجامش

نزل جلجامش في بحيرة تحيط بها أزهار الياسمين من كل جانب وفراشات تملأ المكان كله

عشتار: لقد رأيت هذا المكان من قبل

جلجامش: لاشك في ذلك

عشتار: لكن كيف وأنا لم آتي هنا من قبل

جلجامش: الجنيات هن أحلام أمهن

و

نزل جلجامش على صخرة في منتصف البحيرة أما نارين فانهمكت بجمع زهور الياسمين

عشتار بلهفة: أين بناتي؟؟

جلجامش: إنهم قادمون علينا أن ننتظرهم هنا

أسندت عشتار ظهرها بصدر جلجامش وهي سرحة في البحيرة وكأن بالها مشغول بشيء ما

جاء النداء من بعيد: ماما.. ماما

رف قلب عشتار حتى كاد يطير من مكانه إنه لقب لكم اشتاقت لسماعه التفتت واذا بابنتاها تطيران بسرعه تجاهها

احتضنت عشتار ابنتاها وساد البكاء على فرحة اللحظة بسكون

اقتربت نارين تنظر بصمت

فبادرتها عشتار: نارين تعالي ياحبيبتي إنهما أختاك ران ونالا

ونظرت لابنتاها قائلة: إنها أختكم الكبرى

نظرت ابنة عشتار ران لنارين وقالت: شعرك جميل جدًا

ابتسمت نارين وردت: لأنني ازينه بزهور الياسمين دائمًا، هل تريدين أن أصنع لك طوق زهور وأزين شعرك به

ران وهي تقفز فرحًا: نعم نعم

أمسكت نارين بيد ران ونالا وأخذوا يحلقون حول البحيرة وضحكاتهم تملأ المكان

كانت عشتار تنظر لبناتها بفرحةٍ كبيرة

وهن منشغلات في زهور الياسمين

ثم نظرت لجلجامش الذي كان مسمرًا عيناها ينظر وجهها الجميل فانزلت رأسها بابتسامةٍ خجلة

فجأة سقط على شعرها الأسود الطويل طوق ياسمين جميل جلبه بناتها ثم عادوا يدورون حول البحيرة وهن يلعبن ويتضاحكن

جلجامش: ما أحلا تاجك.. يا أميرة الجن

ضحكت عشتار

جلجامش: مايضحكك

عشتار: أضحك على حالي أميرة معصوبة العينين في عالم الجن ومشعوذةٌ مجنونة في عالم الإنس بت لا أدري من أنا وكيف سأكون وأين سأعيش

احتضن جلجامش عشتار ورفع ذقنها لتلتقي عيناهما وقال:

لاتقلقي ياحبيبتي ألتم شمل عائلتنا أخيرًا

آه كم اشتقت لعينيك يا الله ما أحلاك

ذري الدنيا ومافيها

وتعالي نخليها فيمن يخليها

لاجنها نرى..ولانسمع بإنسيها

وارمي جراحك على صدري وإنسيها

اغمضي عيناك وأّرقِصِي فاك

واجمعي يدانا ودعينا

نرقص على نهر فرات

في ليلة دافئةٍ بلحن غناك

بادليني الرقص بالحب

ودعينا نصعد في سماء سراب

نتعانق ونطير

ولا يغطينا اي جلباب

دفئيني.. ودفئي السحاب

حتى تدمع عيناه ويقول.. الله ما أحلاك

وننزل في مطر رذاذٍ كعفص سواك

نمتزج معه ونذوب

وتسيرنا الرياح في أي هبوب

حتى ننزل في شلال ماء هلاكي

لاتتركيني..

ضلي ممسكةً بيميني..

لست مغرقك ولا ضير بأن تغرقيني

إن كان عشقك عكس التيار

فأرجو أن تسحبيني

كجنية نهرٍ أردت بكل من مد يده لها

راودته عن نفسه ونفسه هامت بها

حتى انغمر فاهُ بماها

وغاب هواهُ.. في هواها

كانت متزوجة ولها ابنتان وتعيش عيشة رغدة

حتى اتاها زوجها في يوم ما وقال لو علمتي ان اصلي من الجن هل تعيشين معي؟

قالت ماهذا التخريف

قال تخيلي واجيبيني

قالت طبعا لا

قال لما؟

قال لا آمن على نفسي منك

قال أولاتحبيني؟

قالت بلى أعشقك بجنون لكن لا استطيع ان احب شيئا اخافه علاوة على ذلك جnسان مختلفان يستحيل ان يتفقا

قال وابنتينا مامصيرهما في قلبك؟

قالت اخاف منهما ايضا

قال قد حملتيهما تسعة في بطنك!

قالت وإن

وباتا تلك الليلة متظاهرين إلا ان زوجها لم ينم أصلًا

حتى افاقت وجدت البيت خاويا من زوجها وابنتيها

ووجدت رسالة من زوجها يقول فيها:

اني قد حاولت ان امهد لك مرارا بحقيقتي ولكن لم اجد في قلبك صمودا

هل تذكرين حين كنت صغيرة في بيت ابوك كنت دائما تمشطين شعرك وتتمرجحين عند شجرة التفاح في حديقتكم وكنت انا مشغوفا بالتفاح كثيرا اذ كنت اتسلل من ارضنا عبر هذه الشجرة وتعودت عليك حتى عشقتك وجلست حينا من الدهر اراقبك تكبرين وتزدادين جمالا وازداد بك عشقا الا ان اصبحت فتاة في سن الزواج فاعلمت اهلي بعشقي لك ورغبتي في الزواج منك وقوبلت برفض شديد لاسيما ان ابي هو سيد قبيلتنا ومن غير المعهود ان يتزوج الجن بالإنس إذ اننا ننظر لجنسكم نظرة دون

إلا أنني اصررت على طلبي متحديا عاداتنا وتقاليدنا وأبي الذي قرر أن انفى من ارضنا ان لم اعد عن قراري ولكنني تحديت قومي جميعهم ونفيت عن ارض الجن وتزوجت بك ياقلبي وكانت حياتنا سعيدة الا ان جائني مرسول من قومي يطلبونني فيه إذ انه نشبت حرب عظيمة ضروس بين قبيلتنا وقبيلة مجاورة وقتل جدي وأبي وأعمامي وأخوتي ولم يبقى غيري لسوء حظي وحظهم أيضا

ولا مفر من الرفض يجب أن أعود للدفاع عن أرض أجدادي

فلم يكن مجال ان ارفض وخفت ان اودعك ابنتينا فترميهما او تقتليهما لو بان شيء من جنسهما الجني بعد ان اكدت لي موقفك مرارا من استحالة العيش معي وابنتي

والحق يقال انني لم استطع مصارحتك بحقيقتي ولكن حاولت التلميح لك كثيرا وفي كل مرة تصديني

فآثرت الهرب بهما

علنا نلتقي ان انتصرنا في الحرب او نلتقي في حياة أخرى

سامحيني

ووصيتي لك بحق عشرتنا وحبنا الطاهر أن لاتخلعي خاتم زواجنا من أصبعك أستحلفك بكل ماهو غال ومقدس في حياتك

زوجك المحب

جن جنونها لما قرأت رسالته

ووجدت البيت خاويا من ابنتيها

وتساقطت دموع اللوعة فوق خديها

لم تفكر في ابنتيها

ولا في ان زوجها من الجن

اذ تتساوى الاجناس امام الحب العظيم

كل ماكان يشغل بالها هو خوفها ان يصيب عائلتها مكروه حتى وان كانوا من الجن

صحيح ان الانسان لايستطيع تقدير الاشياء حق قدرها الا حين يفقدها

واخذت تنظر لخاتمها بحرارة وتحس بدفئ في اصبعها وقلبها فتعلم أن حبيبها بخير

لا خير في جnس أنت لست هموا

لم يعد بعدك لي لا إنس ولا جان

قد ضعت بعدك ياحبيبي أنني

في بلدة الانسان مسجون وسجان

ومرت الايام والليالي وهي لا علم لها بمصير عائلتها وهذا ماكان مضنيها اذ كيف تستعلم عنهم

حاولت مرار ان تذهب لمشعوذين يدعون الاتصال بالجن ولكن لافائدة اذ اكتشفت انهم مجرد محتالين

الا ان جاء يوم دخلت الحمام تغتسل وخلعت خاتمها

وحين خروجها نسيت الخاتم في الحمام

وخلدت للنوم اذ كانت متعبة من قراءتها لكتب الجن طوال اليوم

حلمت بحلم غريب

ابنتاها يبكون وهم ينظرون اليها والى ابيهم الذي كان يحارب غولا اسود ضخم ينفر النيران من انفه في كل مكان

صرخ بها زوجها لماذا خلعتي الخاتم ارجوك ارتديه ولاتخلعيه مرة اخرى

افاقت من نومها مفزوعة ممسكتا باصبعها فانتبهت ان الخاتم غيرموجود

فنهضت مسرعة للحمام ولبست الخاتم وهي مرهقة جدا من هذا الحلم المخيف وفي نفس الوقت تفكر لماذا لم احلم بهم الا حين خلعت خاتمي واخذت تحملق في فصه البلوري الاحمر امام المرآة لوهلة الا انهم سمعت صوتا خارج المنزل فاقتربت من نافذة الحمام لتفاجئ بمعركة بين نسر احمر وكلب اسود وفوق غصن شجرة التفاح وقفة حمامتان بدا انهما يراقبان المعركة وكان الكلب ضخما جدا الا ان النسر كان سريعا

لم تستوعب ما تراه عيناها وسط الذهول والهلع الشديدين اخذت تتذكر الكابوس الذي حلمت به لتوها الذي بدا يتلاشا شيئا فشيئا

الحلقة الثانية- الإنسية والج@ن

قصة الإنسية التي تزوجت جني

الحلقة الثانية

بعد أن نسيت عشتار خاتمها الذي أوصاها زوجها بأن لاتخلعه حلمت بكابوس مرعب حيث رأت زوجها يحارب غولًا ضخمًا ويتستجديها بأن ترتدي الخاتم بسرعة وابنتاها كانتا

تنظران وهما تبكيان

أفاقت مهلوعة وذهبت للحمام بسرعة ولبست الخاتم وبينما كانت تتساءل عن هذا الكابوس سمعت صوتًا في فناء المنزل فأطلت من النافذة وكانت المفاجأة بأن رأت كلبًا أسودًا ضخمًا يتصارع مع نسر وفوق غصن شجرة التفاح حمامتان ترقبا المعركة بحذر

19  20  21 

انت في الصفحة 20 من 39 صفحات