رواية ۏجع الهوي بقلم ايمي نور
ابن عمى رجع وقاعد فى الدار وطبعا مينفعش انى.......
صمتت لا تدرى كيف تكمل حديثها لكن راجية هزت راسها بتفهم هامسة هى الاخرى
عارفة ياحبيبتى....وعارفة ان الناس فى بلدنا كلامها كتير مابيسكتوش...بس ده ميمنعش تروحى تقعدى مع امك يومين خصوصا ان اختك زمانها مشغولة فى فرحها
اسرعت تكمل بصوت متفائل قائلة بتأكيد وثقة
اشارت بكفها اليها حتى تقترب ليله اكثر منها وتنحنى فوقها لتمهس فى اذنيها كأنه سر خطېر
تعرفى انه جالى من كام يوم قعد معايا وطول القعدة كان بتكلم عنك انتى وبس
رفعت ليله رأسها تنظر لها بذهول لتهز راجية رأسها بتأكيد تهتف بسعادة
ايوه زاى مابقولك كده....قاعدنا ساعات يحكيلى عنك.. وعن خوفه وقلقه عليكى علشان موضوع دماغك ده.... وعن الارض وحكايتها.... واه لو شفتى اللمعة فى عنيه طول ماهو كان بتكلم عنك
وايه اللى جاب سيرة الارض بينكم!
تنهدت راجية بحزن قائلة
كان بيحاول يفهمنى ان الارض اللى معاكى مش مهمة وكفاية علينا اللى عندنا....وانه عاوز يبتدى صفحة جديدة معاكى من غير ما تكون الارض مشكل بينكم....كان بيحاول ميزعلنيش....
ابتسمت بحنان وعينيها تمتلئ بلمعة الحب قائلة
لم تدرى ليله ماذا تقول او تفعل تقف مكانها بجسد مرتجف وقلب تتسارع دقاته پعنف حتى كاد ان يخرج من صدرها بينما عقلها ينعتها باقسى واغلظ الصفات لغبائها وتسرعها اما عينيها فى وجهها الشاحب فكانت متجمدة النظرات فوق راجية تتطلع اليها بړعب وذهول تتمنى الصړاخ حتى تهز ارجاء المكان لعلها تهدئ من وقع صدمة هذا الحديث عليها.... علها تستطيع بصړاخها هذا ان تمحو كل ما قامت مازالت تقوم به من غباء...ليت ويا ليت لو تستطيع فعل الكثير والكثير ولكن قد فات الاوان الرجوع
ليله... مالك يا قلبى....وشك اتخطف تانى ليه
اسرعت ليله تجيبها تحاول ابتلاغ غصة
كادت ان تخقنها تضع يدها فوق جبهتها قائلة بارتجاف
متقلقيش يا حبيبتى انا كويسة..دى شوية دوخة بسيطة
هتفت راجية بها قائلة بحزم
لاا....كويسة ايهانتى تطلعى ترتاحى دلوقت...وانا لو جه جلال هعرفه انك فوق بترتاحى علشان ميقلقش عليكى....يلا يا حبيبتى اطلعى انتى ارتاحى
اسدل الليل ستائره وهى مازالت تجلس مكانها تبكى بصوت مكتوم تحاول مرارا فرض سيطرتها على دموعها تلك خوفا من عودته المحتملة الان لكنها كانت تزداد هطولا كلما حاولت ايقافها لتظل على حالتها هذه لايتغير شيئ فلا هى كفت عن البكاء ولا هو حضر الى الغرفة مرة اخرى ليرهقها كثرة بكائها تسقط نائمة مكانها لفترة لا تعلم مدتها حتى هبت شاهقة بفزع على صوت الخزانة تغلق پعنف فتفتح عينيها المرهقة بصعوبة تتجه بعينيها ناحيتها تراه يتقدم متجها ناحية الحمام بعد ان القى بعدة قطع من الملابس الرسمية فوق الفراش لتسرع بالاعتدال فى مقعدها تسأله بصوت اجش متوتر
لم تتلقى اجابة منه سوى صفع الباب ب ان قام بغلقه خلفه پعنف جعلها تصمت عن باقى حديثها تغمض عينيها بشدة وهى تنتفض مكانها من عڼف الصوت
مد يده ناحية ملابسه قائلا ببرود دون ان يلتفت لها
وانا مش عاوز اتكلم مع حد
اسرعت خطواتها تتجه ناحيته
على الاقل بصلى وانت بتتكلم معايا....من حقى انك تس......
وقف فى مواجهتها عينيه تتطلع اليها تطلق الشرار ناحيتها و يسألها بسخرية
حقك! حق ايه اللى بتتكلمى عنه.....ومين اداكى الحق ده
تركت تتراجع بعيدا عنه خطوة خلف قائلة باضطراب
انا بس كنت عاوز اقولك انى اتكلمت مع الجدة النهاردة
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق شفتيه يعاود الالتفاف ناحية ملابسه يتناولها قائلا بتهكم
اه قلتيلى....عرفت انها اتكلمت معاكى بس ده مهم فى ايه علشان نتكلم عنه
هتفت سريعا تتقدم منه تلك الخطوة مرة اخرى برجاء
لا مهم....ومهم جدا كمان
رمى ملابسه فوق الفراش يلتفت لها بوجه قاسى ونظرات باردة جمدتها مكانها وهو يفح من بين انفاسه
تفتكرى كده
هزت راسها له بالايجاب بتردد ليظل يتطلع اليها للحظات مرت كدهر عليها قبل ان يتحرك ناحية خزانته بخطوات متصلبة يفتح احدى ادراجها ورقة كانت مخبئة باحكام اسفل اغراضه ثم يعود اليها