السبت 30 نوفمبر 2024

رواية وصمة ۏجع بقلم سهام العدل(كاملة)

انت في الصفحة 64 من 126 صفحات

موقع أيام نيوز

العروسة وعايز أتقدم لها فالست مشكورة أبدت سعادتها وأعطتني العنوان ورقم والدك كمان
ابتلعت ريقها بتوتر من تلك النظرة المسلطة على وجهها وسألته بتلعثم وجاي عاوز إيه 
رد عليها بإبتسامة ووله عايز محرمش عيني من رؤية جمالك طول العمر عايز أعوض العيون المچروحة دي عن كل ألم عاشته عايز أجمع سعادة الدنيا وأحطها بين إيديكي.. عايز أكمل عمري جمبك 
بدلا من تسعد بتلك الكلمات.. أخفضت بصرها بحزن محاولة إخفاء ذلك الألم المزمن الذي ينهش داخلها وتعكسه عيناها كما ذكر ذلك ولم تستطع أن تمنع تلك الدمعتين من الفرار من عينيها لذا نهضت قائلة بإنكسار طلب مرفوض ياأستاذ تميم 
نهض هو الآخر پصدمة وقبل أن تغادر أمسك معصمها يستوقفها قائلا أنا مستعد اعمل أي حاجة في الدنيا إلا إني أشوف الدموع دي في عينيكي ومش عايز حاجة غير سعادتك بس محتاج أعرف إنتي رفضاني ليه
سحبت يدها من يده ثم تنهدت بۏجع ولم ترد عليه فقال هو عارف إنك كنتي مرتبطة وخارجة من تجربة سيئة وحقك تفقدي الثقة في أي حد بس صدقيني أنا مختلف ومستعد اصبر معاكي لحد ما تتخطى ده وتتقبليني في حياتك 
جحظت عيناها متعجبة مما سمعت وسألته إيه الكلام الفاضي اللي بتقوله ده ارتباط إيه وعلاقة إيه أنت جبت الكلام ده منين 
وقف برهة يتذكر حديث أخته عن ارتباطها وحبها لذلك الحبيب وأنها على وشك الخطبة له وظل شهور يتألم ويحاول أن ينساها ولكن لم تزل تلك الغمة إلا بعد أن التقاها يوم الزفاف وأخبرته أنها ليست على علاقة بأحد ولكن تعجبها الآن من كلامه أثار فضوله ولكنه أرجع ذلك أنها في بيئة شعبية وتخشي البوح بذلك فرد عليها يطمأنها أنا بخمن بس يمكن زي أي بنت اتعلقتي بحد وخذلك
احتدت لهجتها وقالت أنا مش بتاعة الكلام ده ياأستاذ ومسمحلكش إنك تتكلم معايا كده
ابتسم على وجهها الغاضب وقال أنا آسف لو زعلتك بكلامي بس إعطيني فرصة مايمكن تحبيني وغمز لها بعينيه.
أرادت أن تخبره أنها انجذبت له منذ أن رأته وأحبت ذلك الحب الذي يشع من عينيه ولكنها صمتت بحزن وكسرة قلب تكاد تسمع أذنيها صوت ذلك الشرخ في قلبها يمتد ويكبر فابتلعت ريقها بحزن وقالت آسفة طلبك مرفوض ربنا يبعتلك اللي تناسبك وتستاهلك 
وهمت بالخروج ولكنها سمعت آخر كلماته وهو يقول بإنكسار بس أنا مش عايز غيرك ياسدن محبتش غيرك
اندفعت نحو غرفتها وأغلقت الباب وارتمت على سريرها تبكي بحړقة فهي لأول مرة في حياتها وجدت الحب الذي طالما تمنته ولكنها غير قادرة على الإقتراب منه ظلت تبكي لدقائق طويلة حتى أنها لم تشعر بدق والدها على الباب ثم دلوفه الغرفة لم تشعر سوي به وهو يقترب منها ويقول بټعيطي ليه دلوقتي مش أنتي اللي رفضتيه
أجابته من بين دموعها مقدرتش يابابا مقدرتش أصارحه
جلس والدها بجوارها ثم قال وليه مصارحتيهوش الصراحة كانت هتريحك
اعتدلت ومسحت دموعها وردت عليه مين قال كده يابابا لو كنت صارحته ياإما كنت هشوف ف عينيه الرفض قبل ماأسمعه ياإما كنت هشوف الشفقة والإتنين عذابهم ميقلش عن بعض
رد عليها والدها وليه محطتيش خيار القبول والرضا واللي بيحب بيقبل حبيبه بكل عيوب والشاب متعلق بكي.. دا أنا شوفت الدموع ف عنيه بعد ما خرجتي 
سقطت دموعها مرة أخرى وقالت بكرة ينساني ويلاقي اللي تستاهله
مر يومان علي تلك الليلة التي التقي بها آسر بأخته وشكي لها همه وظل بعدها يجول الشوارع ساعات لم يحسبها ثم عاد بعقل شارد حبس نفسه في غرفته حتى عمله لم يذهب له وهي الأخرى تخشي وجوده معها في المنزل ولم تخرج من غرفتها سوي لجلب الماء وقضاء حاجتها حتى أنها بدأت تشعر بالهزال والضعف الجسدي فهي لم تتذكر أنها منذ ليلة زفافها المشئومة تناولت وجبة واحدة سوي أنها كانت تحتسي بعض المشروبات الخفيفة ولكن منذ يومين تعيش فقط على الماء خوفا من الذهاب إلى المطبخ وملاقاته هي تخشي رؤيته لأن ذلك يؤلمها نفسيا قبل أن يكون جسديا لم تكن تعلم أن الإحساس بالذنب سينهشها كل لحظة كذلك فقد ظنت أنها ستكون بنفس القسۏة عندما

63  64  65 

انت في الصفحة 64 من 126 صفحات