رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)
عامله ايه
قالت بنفاذ صبر
خير يا دكتور في حاجه
أنا بس كنت عايز رقم والد حضرتك .. لان الآنسه ريهام اتكسفت تديهولى
صمتت ياسمين قليلا لتتخير كلماتها ثم قالت
مفيش داعى انك تكلم والدى يا دكتور هانى
قال بإهتمام
ليه يا دكتورة
قالت بشئ من التردد
يعني بصراحه .. كل شئ نصيب
وجدت فجأة من يقول من خلفها پحده
خير يا دكتور فى حاجه
لم تلتفت لأنها تعرفت على صاحب الصوت .. عمر .. ها هو يتدخل فى أمورها مرة أخرى .. شعرت بالحنق .. متى سيتوقف عن ذلك ويتركها وشأنها .. قال له هانى پحده
موضوع بيني وبين الدكتورة ياسمين يا بشمهندس
قال عمر بحزم
أى حاجه تخص ياسمين تخصنى أنا كمان
ليه بأه كل اللى يخصها يخصك
قال بهدوء
لأنى خطيبها
شهقت ياسمين بدهشة .. يا لجرئته .. بل يا لوقاحته .. كيف يجرؤ على قول ذلك .. نظرت الى هانى قائله وكأنها تنفى عن نفسها تهمه ألصقت بها
نظر اليها عمر قائلا بحزم
لأ خطيبك
التفتت اليه پحده قائله
لأ مش خطيبي
لأ خطيبك
شعرت ياسمين بسخافة فى الوضع الذى وصلوا اليه فغادرت مسرعه .. أما عمر فقد رمق هانى وعيد ثم غادر هو الآخر .. وقف هانى مذهولا يضرب كفا على كف قائلا
شكلى وقعت فى مزرعة شوية مجانين
دخل عمر الى مكتبه وتبعه كرم ثم أيمن .. قال كرم فجأة
قال عمر پحده
ولا انا طايق أشوفه فى المزرعة كلها
قال كرم پحده
ما تطرده يا عمر ساكت عليه ليه
هو بيشتغل هنا يا كرم عشان أطرده .. ده ابن عميل عندنا طلب انه يتدرب عندنا فى المزرعة
قال كرم بإنفعال
ما يشوفله أى خرابه تانية يغني فيها .. ده ايه الهم ده
ليه عملك ايه عشان تضايق منه أوى كده
قال كرم بضيق
أهو أنا كده مش طايقه من الباب للطاق
سأله عمر
أكيد فى سبب
من غير سبب .. لما بشوفه بحس انى عايز أديله قلم أخلى أفاه أدام ووشه وره
ضحك عمر و أيمن .. فقال كرم بضيق
بتضحكوا .. بكره أخر ما هزهق هعملها وهتشوفوا
ثم صاح فى حنق
ثم قام وانصرف .. سأل أيمن ضاحكا
ماله ده
ابتسم عمر قائلا
والله ما أعرف يا ابنى
طيب انت مضايق من هانى ليه عملك حاجه
ظهرت علامات
الضيق على وجه عمر وقال پحده
كل شويه ألاقيه واقف يتكلم مع ياسمين ولما أسأله يقولى حاجه خاصه بينى وبينها .. أما خلاص قربت أعمل زى ما كرم كان بيقول من شويه
ضحك أيمن قائلا
لأ ده انتوا الإتنين حالتكوا صعبه ميتسكتش عليها
ثم قام ليغادر قائلا
أنا ماشى بأه .. آه على فكرة ياسمين معزومة بكرة عندنا على الغدا .. سماح عزماها
سأله أيمن بإهتمام
لوحدها
ابتسم أيمن قائلا
أيوة لوحدها .. ايه عايز ايه
ابتسم عمر بخبث قائلا
بصراحة الأكل البيتى وحشنى أوى
ضحك أيمن قائلا
انت هتصيع عليا .. اخطڤ رجلك لحد بيت المزرعة تلاقى الحاجه كريمة عملالك أحلى أكل .. هو فى زى نفس والدتك دى عليها أكل محصلش
ابتسم عمر قائلا
أيمن خليك جدع واعزمنى بكرة على الغداء
ضحك أيمن ثانية
يا ابنى هتستفاد ايه .. حتى لو عزمتك هيبقى هما أعدين فى مكان .. واحنا أعدين فى مكان تانى
ملكش انت دعوة
طيب .. هقول ل سماح انك جاى
قال عمر بسرعة
بس متخليهاش تقول ل ياسمين
ابتسم أيمن
أموت وأعرف هتستفاد ايه .. بس ماشى هريحك .. يلا سلام
سلام
انصرف وترك عمر غارقا فى التفكير .
كانت فى غرفتها ياسمين ساهره .. تقرأ احدى رواياتها عندما وجدت ورقه تدس من تحت الباب .. قفزت من مكانها وأضاءت نور الغرفة .. كانت ورقة صغيره حمراء اللون .. مطوية نصفين .. أمسكتها ثم أغلقت النور وارتدت اسدالها وفتحت باب الشرفة وخرجت لتنظر منها .. ولدهشتها بعد لحظات وجدت عمر يخرج من باب المسكن .. ويسير فى اتجاه الطريق الذى فيه شجرتها .. كان يتهادى فى سيره وكأنه ليس فى عجلة من أمره .. خفق قلبها بشدة .. وأغلقت النافذة .. وأمسكت الورقة بين كفيها .. لا تجرؤ على فتحها .. لكن فى النهاية غلبها الفضول .. فتحت الورقة بيد مهتزه قليلا وبقلب متلهف كثيرا .. لتجد مكتوب فيها
متى ستعرفي كم أهواك يا أملا أبيع من أجله الدنيا وما فيها
لو تطلبي البحر في عينيك أسكبه أو تطلبي الشمس في كفيك أرميها
انا أحبك فوق الغيم أكتبها وللعصافير والأشجار أحكيها
انا أحبك فوق الماء أنقشها وللعناقيد والأقداح أسقيها
انا أحبك... حاولي أن تساعديني
فإن من بدأ المأساة ينهيها
وإن من فتح الأبواب يغلقها
وإن من أشعل النيران يطفيها
تسارعت نبضات قلبها الذى أخذ يرقص فرحا لوقع تلك الكلمات عليه .. كانت تشعر وكأن قلبها نبت له جناحان وأخذ يرفرف بهما داخل صدرها