الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية مزرعة الدموع بقلم مني سلامة (كاملة)

انت في الصفحة 166 من 189 صفحات

موقع أيام نيوز

 


كل الناس طيبة وتعرف ربنا يا ياسمين
صمتت ياسمين تفكر قليلا ثم قالت 
والورق اللى جابتهولى من المستشفى والراجل اللى شهد 
قالت سماح 
سهل أوى لو ليها حد معرفة فى المستشفى تخليه يضربلها الورق أو هى بنفسها تاخد منه ورقة فاضية وټضرب التقرير .. مش هى دكتورة يعني تعرف كويس عن اصابات الحروق .. وتكتب تقرير مية مية وتديهولك على انه التقرير اللى جابته من الاستقبال .. أما بالنسبة للراجل .. ممكن يكون اتلخبط بين عمر وبين واحد تانى .. أو هى قالتله انه يقول ان الراجل اللى كان مع مرات الغفير يبقى عمر .. لكن عمر ملوش علاقة بالموضوع أصلا

قالت ياسمين 
طيب والحړق اللى فى ايده .. واللى مرضاش يقولى سببه 
ممكن يكون اتحرق من أى حاجه مش شرط نفس الحريقة دى .. يعني ممكن اصلا يكون الحړق ده فى ايده من قبل موضوع حړق البيت .. ولاء استغلت الحړق اللى فى ايده عشان تقنعك انه له دور فى حكاية مرات الغفير
فكرت ياسمين فى كلام سماح قليلا ثم قالت 
لازم أتأكد بنفسي
ازاى 
قالت ياسمين فجأة 
متعرفيش محامى كويس هنا 
محامى ! .. عايزاه ليه
تعرفى بس ولا متعرفيش
أعرف محامية كويسة .. مرات صاحب أيمن عرفنى عليها وهى ست كويسة أوى وشاطرة
قالت ياسمين بلهفة 
كويس أوى .. أنا عايزاكى تخلى المحامية دى تحاول توصل للورق اللى فى المستشفى وأنا هديكي اسم المستشفى واليوم اللى حصلت فيه الحريقه .. وهى محامية يعني أكيد لها طرق توصل بيها للورق ده كمستندات أكيد بتحتاجها فى القضايا بتاعتها .. وشوفى أتعابها وأنا هدفعهالها 
قالت سماح بشك 
مش عارفه .. طيب ما تواجهى عمر
قالت ياسمين بيأس وسخرية 
أواجهه أقوله ايه .. أقوله انت زنيت بمرات الغفير اللى كان بيشتغل عندك .. وهو طبعا هيقولى أيوة .. وېخرب بيته بإيده .. ويهد جوازه بنفسه .. وهو عارف وواثق انى لو عرفت حاجه زى كدة مستحيل أكمل معاه !! .. أكيد طبعا هينكر يا سماح .. انتى مشفتيش مصطفى لما والدى كان بيواجهه بخيانته .. فضل يحلف بالله انه مظلوم وان البنت بتفترى عليه .. لحد ما بابا قاله على المحادثة اللى شوفتها بينه وبين البنت دى ساعتها مقدرش ينكر .. لان كان فى معايا دليل.. أنا لو روحت واجهت عمر وكان فعلا هو مذنب .. أكيد هينكر .. ومش بعيد يخفى الشاهد زى ما خفى مرات الغفير .. وساعتها عمرى ما هعرف أوصل للحقيقة أبدا .. وهعيش طول عمرى شاكه فيه
قالت سماح 
طيب خلاص هكلم المحامية 
بس خليها تعجل الموضوع يا سماح عايزة أعرف فى أقرب وقت الورق اللى نسخته معايا ده حقيقى ولا مزور
حاضر .. بس أنا واثقة انه مزور
قالت ياسمين بلهفه 
ياريت يا سماح .. ياريت يكون مزور 
سمعت طرقات على الباب فأنهت الاتصال مع سماح .. فتحت لتجد عمر .. قال لها بهدوء 
ممكن أدخل 
ترددت .. لكنها أفسحت لها

الطريق .. دخل وأغلق الباب خلفه .. جذبها من يدها وأجلسها بجواره على السرير .. شعرت بالتوتر .. رفع وجهها لتنظر اليه ثم قال 
بصى يا ياسمين .. ده أول يوم جواز لينا وعايزين نتفق على حاجات معينه .. عشان لسه أدامنا طريق طويل مع بعض
استمعت له ياسمين بكل حواسها .. أكمل 
انتى فى حاجه ضايقتك واحنا بنفطر .. ولما سألتك اتهربتى .. وطلعتى أوضتك .. اللى عايزين نتفق عليه .. هو ان اللى يضايق من التانى فى حاجه لازم يصارحه بيها .. لكنه لو سكت وكتم فى قلبه الأمور هتتعقد مش هتتصلح .. لازم يكون فى بينا وضوح .. بيوت كتير بتتخرب بسبب كده .. يعني كل واحد شايل من التانى فى نفسه وساكت .. مع انه لو اتكلم ممكن أوى المشكلة تتحل بسهولة 
صمت قليلا ثم قال 
اتفقنا .. اللى هيضايق من التانى فى حاجه يصارحه بيها على طول 
أومأت برأسها .. فسألها 
ايه اللى ضايقك واحنا بنفطر 
طال صمتها وهى تحاول تخير الكلمات المناسبة .. وهو لم يتعجلها .. بل انتظر ردها .. وأخيرا قالت 
أعادك فى البيت لواحدك مع واحدة حتى لو كانت الخدامة .. مش شايف ان دى حاجه غلط 
بدا وكأنه يفكر فى كلامها .. ثم قال 
أنا معظم اليوم بره البيت .. وهى مبشوفهاش الا وقت ما بتحطلى الأكل .. أو وقت ما بكون عايز أطلب منها حاجه .. البنت دى غلبانه ويتيمه .. وملهاش حد فى البلد وعشان كدة خليتها تعد فى أوضة جمب المطبخ .. 
قالت ياسمين بهدوء 
حتى لو كان الوضع زى ما انت بتقول .. مينفعش تعيش معاك فى البيت وانت لوحدك 
ابتسم قائلا 
خلاص مبقتش لوحدى 
لم تبتسم .. فقال بجديه 
أنا مكنتش شايف الموضوع زى ما انتى شيفاه .. أنا اتعاملت مع الأمر ده بطريقة عمليه .. مش أكتر من كده
ثم اقترب منها وقال بخبث
هو حبيبى بيغير عليا ولا ايه 
شعرت بالخجل لإقترابه منها فوقفت .. فوقف هو
 

 

165  166  167 

انت في الصفحة 166 من 189 صفحات