رواية جديده أقدار بلا رحمة لـ ميار خالد كاملة ممتعة جدا
انت في الصفحة 1 من 54 صفحات
رواية أقدار بلا رحمه
الكاتبة ميار خالد
الفصل الأول
في احدى العمارات السكنية بالقاهرة ..
صدع صوت صرخاتها و هي تقول له
تتجوز عليا أنا .. ليه حرام عليك أنا ذنبي إيه
نظر لها زوجها الواقف أمامها بعصبية و أردف
ذنبك إنك جبتيلي بنت .. و انت اكتر حد عارف إني كان نفسي في ولد يشيل أسمي
و عشان كده أنا قررت أتجوز تاني .. هي اللي هتجبلي الولد و لو مش عاجبك أخبطي راسك في الحيطه
و أثناء كل هذا الشجار كانت تقف في إحدى الأركان تلك الفتاة الصغيرة ذات ال ٦ أعوام و يظهر منها نصف وجهها الباكي فقط و تستمع لحديثهم حتى قالت الأم
ورقة طلاقك هتكون عندك خلال أيام .. أنا مش هقدر استحمل أكتر من كده أنا كمان بني آدم و ليا قدرة تحمل .. انت طالق
شهقت الأم بفزع و طالعها هو بقسۏة ثم ألتفت ليخرج من البيت بعصبية لتقع عينيه على طفلته و لكنه لم يهتم و خرج من البيت سريعا سقطت الأم مكانها و بكت بقهره حتى اتجهت اليها الطفلة الصغيرة و ظلت تربت على كتفها بحنان .
انت السبب في كل اللي أنا فيه .. أمشي من وشي !!
فزعت الطفلة من صرخات أمها عليها و ركضت إلى غرفتها پبكاء و ظلت بها قليلا حتى قالت
ماما زعلانه مني .. أكيد أنا عملت حاجه لازم أروح أصالحها
و عزمت أمرها و خرجت من غرفتها و اتجهت إلى غرفة والدتها و لكنها قبل أن تدخلها توقفت حين سمعتها تتحدث عبر الهاتف و تقول
كانت الفتاه الصغيرة تسمعها بدموع حتى أدركت أنها سبب تعاسة والدتها و عقبتها في الحياة و بعقل طفلة قررت أن تبتعد عن حياة والدتها حتى تكون سعيدة على الأقل هذا ما كانت تظنه اتجهت الى غرفتها مره اخرى و أخذت دميتها و نظرت إلى غرفتها مرة اخيرة ثم فتحت باب المنزل و نزلت الى الشارع لتضيع بين ثناياه
و إذا كانت الحياة معروفة بالقسۏة و أن اقدارها بلا رحمة فإن الله هو العدل الذي وسعت رحمته كل شيء ولا يوجد كائن على الارض إلا و هو تحت تدبير الله أنه لا ينسى عباده ..
في احدى ملاجئ الأيتام بالقاهرة ..
في تمام الساعة الثالثة ظهرا ..
كانت تجلس في إحدى الأركان بحزن و تنظر أمامها بلا هدف و كأنها لا ترى شيئا حتي شعرت باقتراب إحدى اخواتها بالدار منها
ردت الفتاة الصغيرة التي تسمي براء و التي أصبحت بعمر الثمان أعوام
مش عايزه العب
ليه بس ده حتي عيد ميلادك النهاردة
ثم تحركت من مكانها و قالت بحماس
زي النهاردة من سنتين انت وصلتي للملجأ ده .. صحيح هو فين يامن و كريم
نظرت لها براء بحزن و قالت
محدش فيهم جه
متزعليش هما بيحبوكي جدا .. دول بيجوا الملجأ خصوصا عشانك
نهضت براء من مكانها پغضب طفولي و أردفت
لا مش بيحبوني دول نسوا أن النهاردة عيد ميلادي و محدش فيهم افتكرني .. أنا هروح أنام يا سلمي
ثم ذهبت من أمامها و اتجهت إلى الداخل تاركا تلك الجنينه الممله بنظرها أنها تكون بتلك الحالة في ذهنها عندما توجد بها بمفردها أو بمعني أصح عند غياب أصدقائها الوحيدين بذلك المكان .. يامن و كريم .
ركضت سلمي خلفها سريعا حتى وقفت أمامها و قالت
استني بس يا براء أنت رايحه فين!
أنا زعلانه دلوقتي يا سلمي خليني اروح الاوضه
لا مش هينفع تدخلي
ليه يعني
نظرت لها براء ببعض الشك ثم دفعتها بخفه و ركضت داخل الدار لتجد المكان مزين بأكمله و كانت البهجة تعم المكان لتتسرب تلك الابتسامة العريضة إلى شفتيها سريعا نظرت أمامها تحديدا لتجد تجمع كبير من البالونات و قبل أن تقترب خرج من بينهم جميع اخواتها بالدار على رأسهم أصدقائها المقربين يامن و كريم ذو العشرة أعوام شهقت براء بفرحه و هي تنظر إليهم فاتجهوا إليها الإثنان و قالوا في وقت واحد
كل سنه و أنت طيبة يا براء
إيه ده! .. أنا كنت فكراكم نسيتوني
نظر لها يامن بابتسامة جميلة وقال
معقول برضو ننساكي .. أنا آسف أننا اتأخرنا عليكي بس ماما صممت أننا نعمل كل حاجه