رواية ڼار تحت الرماد كاملة الفصول
الخيرواجعلني من عبادك الصالحين وكان للتاجر ببغاء يطعمه بيده ويحكي له عن ما وقع له كل يوم وفي أحد الأيام قال له لقد كانت إمرأتي على حق فنحن نعطي أكثر مما نربح ولكن إن بقي لي فلس واحد سأعطيه وجاء اليوم الذي لم يبق له شيئا فأغلق المتجر وإشتغل في رعي الأغنام ولم يندم في يوم من الأيام على ما فعله من خير
في أحد الأيام بينما كان يرعى قطيعه شب حريق في الغابة وشاهد من بعيد أفعى صغيرة تحاول النجاة من النارفأخذته الشفقة عليها ودخل وسط النيران وأنقذها لكن فوجئ بها تتكلم وتشكره على صنيعه وقالت له أنا ابنة ملك الجان ولا بد من مكافئتكذهب معها إلى مملكتهاوقابل والدها فشكره وقال لا نقدر أن نكافئك بالمل فنحن لا نملك منه شيئا لكننا سنعلمك لغة الحيوان عل شرط أن لا تخبر أحدا وإلا جزائك المۏت أومئ التاجر بالموافقة
سرك في قلبك إستيقظ الرجل من نومه وجد القطيع يرعي أمامه ولا أثر لمملكة الجن قال في نفسه لا شك أني كنت أحلم لكنه حلم ممتع جدا
سكتت لحظة وقالت دون شك لكنى أعتقد أنك كنت محظوظا لا غير الكثيرون وجدوا كنوزا ولم يكن يتصدق منهم أحد !! هذه المرة سأطرد كل من أجده أمام بيتي فالحظ لا يتكرر مرتين
وسأحاسبك على ما تنفقه من مال والويل لك إن زاد عن الحد
أحس التاجر بالألم لجحود زوجته وټهديدها له ذهب للببغاء ليشكو له حاله كما تعود أن يفعل لكن الآن كانا يفهمان بعضهماوعندما أتم كلامه قال له لا تقلق يا رجل فالله يمتحن صبركوعوضا أن يأتي الفقراء إليك إبن لهم ملجأ يأكلون فيه ويحسون بالدفئ في الشتاء واجعل عليه وقفا إستغرب التاجر من حكمة الببغاء وقال في نفسه لله درك يا ملك الجان فما تعلمته من لغة الحيوان أفضل ألف مرة من الذهب والفضة
نفذ التاجر رأي الببغاء وإشترى بصندوق الذهب أرضا بنى في طرفها ملجأ وجعل عليها قيما من أهل الصلاح ولم يعد الفقراء يأتون فقط لحاجتهم بل أصبح الكثيرون منهم يعملون في الزراعة وتحسنت أحوالهم وبارك الله في تلك الأرض وفاق ډخلها الخرج وبنى التاجر فيها مسجدا ودعا الناس له بالخير والرحمة
في أحد الأيام ذهب التاجر مع إمرأته لزيارة أهلها على عربة يجرها بغلان في الطريق قال أحدالبغال للآخر تمهل ولا تسرع سأله الآخر لماذا هذا العناء علينا أن نصل بسرعة لنرتاح ونأكل لقد إشترى التاجر شعيرا رطبا وأنا أتلهف لتذوق شيئ منه رد الآخر الشره أعمى بصيرتك ألم تعرف أن تلك المرأة تحمل جنيناوأن الطريق مليئ بالحفر والحجارة لو أسرعنا لإهتزت العربة وأجهضت المرأة وسيدي إمرئ خير لم يقصر يوما