رواية اهابه بقلم عزيزة عباس (كاملة)
البنت اللي كانت مع والدك دي مالها أنا سألت كذا حد بس قالوا أنها أغمي عليها في الجامعة..
ثم استطردت بشك
بس انا لمحتها لما كان والدك شايلها شكلها حد معتدي عليها وكمان أخوك كان شكله تعبان..هما فيهم إيه بالظبط..
رد بتلعثم وأرتباك
مفيش هي زي ما قالوا ليك كدا.. أغمي عليا وجابوها هنا ..
ضايقت عينيها بفضول وهي تقول
رد بنفاذ صبر
أيوا يا ستي ولو خلصتي أسئلة ياريت تمشي قصادي عشان نمر علي المرضى.....
عامل إيه يا عم سعيد النهاردة.. قالها مهاب بوجه بشوش وهو يعاين إحدي المړضي.. وكانت هي تقف بجواره وتدون كل ما تراه في دفترها..
رد سعيد
الحمد لله يا مهاب .. بس زعلان منك..
أبتسم له مهاب بود وهو يقول
ليه بس يا عم سعيد ده أنا مقدرش علي زعلك نهائي..
بقي يا واد أنت بقالك شهور مش بتسأل عليا ياخسارة تربتي فيك..
تعجبت سجي من حديث ذلك المړيض حتي انها قامت بلكز مهاب وقالت بخفوت
دكتور هو إيه اللي بيقوله ده!! هو أحنا مش كنا هنا أمبارح..
رد عليها بنفس الخفوت
هفهمك بعدين..
أوماءت له وصمتت وهي تشاهد ما يحدث..
حقك عليا يا عم سعيد مش هتتكرر تاني.. قالها مهاب لذلك المړيض وهو يداون له العلاج المناسب لحالته..
وانت ياختي ياللي بتوشوشيه مالك كدا شكلك زعلانة ليه! قولي لي هو الواد ده زعلك..
قطبت جبينها في دهشة وسرعان ما قالت تجاريه في الحديث
لا لا مش مزعلني خالص متقلقش أنت بس يا عمي سعيد كل تمام..
قال سعيد بتصميم
لا شكله مزعلك .. ثم تتطلع الي مهاب مسترسلا بأمر
يلا مراتك يا ولد وعلي الله القيك مزعلها تاني..
قال مهاب وقد أستغل الموقف لصالحه
تعالي يا مراتي يا حبيبتي بتبعدي ليه بس ..
كانت تبحلق بعينيها محذرة إياه بنظراتها الغاضبة وهي تقول من بين أسنانها
خلاص يا زوجي العزيز انا قولت أني مش زعلانة .. ثم أكملت بخفوت
أنت هتستهبل .. علي الله أكتر من كدا..
رد سعيد المبتسم وهو يقول بمشاكسة
تنفست هي الصعداء عندما وجدته ينصاع لذلك المړيض الذي يبدو أنه فاقد للذكرة..
مهاب وهو ينظر لسجي بمكر
ليه بس كدا يا عم سعيد ..ثم أستطرد بجدية
علي العموم ماشي يا سيدي لازم بقي تأخد العلاج ده ثم ناوله تلك الحبوب وكوب الماء الموضوع علي الطاولة التي بجانب الفراش..وأسترسل
أنصاع سعيد له وكأنه طفل صغير يسمع من والده ..
هو في إيه بالظبط ممكن تفهمني.. قالتها سجي عندما خرجا من غرفة ذلك المړيض
وضع يديه في جيوب معطفه الطبي الناصع البياض وهو يقول بتأثير
ياستي عم سعيد ده ولاده جابوه المستشفى هنا وبعد كدا معرفناش نوصل لحد منهم بمعني أصح رموا أبوهم وهربوا وهو طبعا عرف انهم عملوا معاه كدا لما محدش فيهم بقي يسأل عليه فحصل عنده أكتئاب وتحول الي فقدان للذكرة وانا أتوليت مسئولته علشان كدا تلاقي بيحبني وانا الصراحة مش بحب أزعله وبحب انفذ كل اللي يقولي
عليه.. قال كلمته الاخير وهو يغمزها..
ولكنها كانت في وادي أخر حتي انها أنهمرت دموعها كالشلالات علي وزادت حتي أضحت شهقات تفطر القلب..
ا خطوتين وهو يقول بقلق
إيه ده مالك يا سجي بټعيطي ليه!
ردت من بين بكاءها المرير
ناس بترمي أبوها وناس .. قالت كلمتها وهي تركض من أمامه هاربة من أسئلة تعرف تماما أن الأيجابة عليها سوف تكون الأصعب..
_______________
في منطقه شعبية في احدى الحواري التي تتكدس بالطبقة الفقيرة وبالتحديد في شقة متهالكة يطرق الباب فيقوم محمد ذلك الاب مريض القلب الذي كان القلق ينهش بقلبه عندما أخبرته زوجته ان سلمى ابنته مريضه و انها سوف تذهب لكي تاتي بها هي وصديقتها سمر..
ايوه جاي.. حاضر.. حاضر.. قالها محمد بلهفة قلقة..
ثم من الباب وفاتحه ليرى زوجته وصديقة ابنته يسندان وحيدته التي يظهر على ملامح وجهها الاعياء الشديد بل القهر والاسى الذي حاولت سلمى ان تكمنه بشبه ابتسامة..
ايه يا حبيبتي مالك انت مش كنت نازلة كويسة الصبح!!! ايه اللي حصل ده..
دلفوا الى الداخل وجلسوا على ذلك الصالون المتهالك..
في حين قالت سلمى بمزاح يحجب خلفه مرارة لاذعة
مافيش حاجة يا بابا انت عارف اني فرفوره وبدوخ من اقل حاجة..
رد پتعنيف ابوي محبب
علشان قولتلك قبل ما تنزلي تاكلي أي لقمة وانت دماغك ناشف..
خلاص بقى يا ابو سلمى المهم ان البنت بخير وكمان في خبر حلو قوي بخصوصها.. قالتها ام سلمى والفرح يتقافز من وجهها..
خبر ايه ده يا