الأربعاء 04 ديسمبر 2024

رواية عازف بنيران قلبي للكاتبة سيلا وليد

انت في الصفحة 126 من 439 صفحات

موقع أيام نيوز

 

سلامتك يا أسعد باشا 

قهقه والده عليه

عملت إيه من ورايا ياحضرة النايب نفسي أرجع من سفرية والاقيك مهدي الدنيا إنما متكنش راكان لو مولعتش في البيت 

سحب مقعده وهو يقهقه على والده 

تربيتك ياأسعد باشا وبعدين هم اللي بيجوا لحد عندي أنا والله طيب بس حضرتك اللي مش واخد بالك 

ضحكت زينب عليه قائلة

على يدي ياحبيبي رفع بصره يبحث عن سليم 

هو سليم ماوصلش ولا إيه قالها وهو ينظر لليلى المشغولة بالحديث مع سيلين 

لا في الطريق لسة مكلمني وقالي على وصول

اومأ برأسه ثم اتجه لوالده

مش عايزك تحن لتوفيق من أولها 

تناول أسعد طعامه بهدوء ثم أردف 

مينفعش ياحبيبي دا والدي مهما كان وانك تطرد جدك بالشكل المهين دا انا مش هحاسبك عليه لأن في الأول والأخر من حقك تتعصب عشان أختك لكن في حدودك ياراكان فاهمني بلاش تحسسني اني مۏت 

قاطعت زينب حديثه

بعد الشړ عليك ليه بتقول كدا اتجه إليها

عجبك اللي عمله يعني جده يطرده بالطريقة دي قدام ولاده يازينب هو ابويا كدا من زمان ورضينا بالأمر الواقع 

كان يتناول قهوته بهدوء ولم يتحدث ڼصب عوده يجمع أشيائه الخاصة 

توجهت زينب إليه 

راكان مفطرتش ياحبيبي هتفضل كدا قهوة من غير أكل

استدار متحركا بعض الخطوات ولكنه توقف حينما استمع لوالده 

راكان انت زعلت ولا إيه إستدار بجسده لوالده

لا يابابا حضرتك شايف إن دا والدك وطبعا مقدرش ألومك زي من حقي محدش يجبرني اتقبله في بيتي عايز يجي مرحب بيه بس مش الوقت اللي اكون موجود 

تحرك مقتربا من والده وأكمل

متجبرنيش أتقبله بعد اللي عرفتهنظر لوالدته 

أنا عازم حد مهم على العشا يازوزو عايز عشا 

نباتي 

ابتسمت بحب واجابته 

حاضر ياحبيبي قولي الأول حلوة اللي هتعزمها عشان طعم الأكل بس 

رسم إبتسامة على وجهه مردفا 

احكمي انت لما تشوفيها قالها ثم تحرك متجها لمنزل عمه خالد 

پغضب لون ملامحه وامتزج نبرة صوته الفظة

يتحرك حول مائدة الإفطار عند عمه 

أنا النهاردة جاي أتكلم بكل هدوء توقف أمام التي جسدها ينتفض پخوف وهي تنظر ليونس أخيها حتى انزل جسده لمستوى جلوسها

عارفة لو سارة او فرح عملوا كدا مكنتش هلوم عليهم إنما إنت توصلي للمستوى المنحط دا ليه 

قالها وهو يضرب بكفيه بقوة على طاولة الطعام 

انخرطت عيونها بالدموع واردفت

معرفش بتتكلم عن إيه! 

رفع حاجبه بسخرية مع شبه ابتسامة تظهر على شفتيه 

لا والله قاطعه يونس متسائلا 

مالك ياراكان! سلمى عملت إيه 

جذب المقعد متناول قهوة يونس ثم رفع نظره لفريال الصامتة 

شايف حضرتك ساكتة يعني ياطنط فريال مش عايزة تسألي بنتك عملت إيه 

انكمشت ملامحها وتعبير ساخر مع تهكمها 

مش شايف الأيام دي بقيت بتغلط مع الكل ياراكان مفيش حد إلا لما تفرض عضلاتك عليه 

ڼصب قامته القوية بتكبر متجاهلا حديثها ثم 

تحرك خطوة للخروج ولكنه استدار بنصف جسده

السؤال دا يتسأل لأختك والست الوالدة يادكتور تشعب الڠضب على وجهه 

أنا مش هعاقبك المرادي مش حبا فيك ابدا دا عشان عرفت مين وزك لكدا افتكري اني حذرتك 

اتجه يونس بنظره لأخته ورمقها غاضبا

سؤال واحد ومش هعيده أنا كدا كدا هعرف عملتي إيه مع راكان ! 

طالعت والدتها لتنقذها فتحدثت فريال 

مالك يايونس إزاي تتكلم مع أختك كدا انت تايه عن راكان كل شوية بيعمل اي حركات فاكسة 

عقد حاجبيه متسائلا 

قصدك مين راكان راكان بتاع حركات نهض مستندا بذراعيه على المائدة 

طيب اسمعيني ياماما عشان سلمى بنت ومش هتغاضى عن غلطها دي مش زي عدي الصايع اللي بياخد السنة بخمس سنين لو عرفت انها غلطت قسما عظما ماهرحمها 

قالها ثم تحرك للخارج رفع هاتفه الذي أعلن رنينه 

أيوة مين ! توقف للحظة يستوعب ماقاله الطرف الآخر ثم تحرك متجها لعيادته 

بمنزل عاصم المحجوب بغرفة درة 

كانت تنام متكورة تحتضن نفسها كالجنين دلفت والدتها وقامت بإشعال المصباح 

جلست بجوارها على مخدعها تمسد على خصلاتها 

أروى جت برة ياحبيبتي عايزة تشوفك هتفضلي ساكتة كدا بقالك يومين قافلة على نفسك حتى ليلى مردتيش تكلميها 

جففت دموعها الغزيرة وهي تجهش بالبكاء وتأخذ أنفاسها بصعوبة ضمتها والدتها لأحضانها تبكي على بكائها 

وبعدهالك ياقلبي قولتي مفيش حد عملك حاجة واللي يشوفك كدا يقول

 

غير كدا طمني قلبي يابنتي أختك ھتموت من القلق عليكي وباباكي كل شوية يسأل عليكي 

طالعت والدتها بعيونها الباكية الذابلة واهدابها الملاصقة 

عايزة أروح لليلى ياماما عايزة اغير جو ممكن

مسدت على خصلاتها ثم دمغتها بقبله حنونة قائلة 

روحي يابنتي لو عايزة بابا يوصلك أقوله

هزت رأسها رافضة 

لا هاخد تاكسي ياماما 

بعد قليل خرجت من منزلها بمرافقة اروى توقفت أروى أمامها 

مش عايزة تقوليلي إيه اللي حصل عامل فيكي كدا وليه معنتيش بتيجي الجامعة

وليه وجهك مطفي كدا مخبية إيه يادرة 

أخذت عدة أنفاس علها تهدأ من ضرباتها العڼيفة ترتجف خوفا لما ينتظرها ثم تحدثت

دلوقتي تعرفي رفعت هاتفها 

كان جالسا بمكتبه بالنيابة متفحصا بعض القضايا التي أمامه بملامحه الحادة القوية وصلابة عظامه وفتول عضلاته البارزة التي ظهرت من خلال ثنيه لأكمام قميصه وتعمقه بالقضية قاطع تركيزه رنين هاتفه 

ضيق عيناه عندما وجد رقم درة ينير هاتفه رفعه يجيب

أيوة ياباشمهندسة عاملة إيه! 

عند درة وقفت تنتظر سيارة أجرة 

ممكن

 

125  126  127 

انت في الصفحة 126 من 439 صفحات