في قبضة الأقدار بقلم نورهان العشري
أعصابي .
هتعمل إيه معملتوش . معتقدش أن في حاجه ممكن تأذيني أكتر من كلامك إلي زي السم إلي بتسمعهولي كل مرة تشوفني فيها! ااااه ..تقريبا في إهانه جديدة عايز تضيفها ! مانا قليله الادب و معرفش في الزوق و لا أعرف يعني إيه عيب و مليقش بعيلتكوا و مصلحش أكون منكوا و
حد مش محترم ومستهترة .. تفتكر في حاجه في قاموس الإهانات لسه موجهتهاش ليا !
أنتي كنت عارفه أن حازم خاطب قبل ما ترتبطي بيه
إلتفت بلهفه صادقه تجلت في نبرتها حين أجابته
والله ما كنت أعرف .. أول مرة أعرف كانت دلوقتي..
أطلق زفرة حادة من جوفه قبل أن يقول بجفاء
جنة بقوة
دا أبني هحميه بروحي . و مش مستنيه منك تطلب مني دا !
كانت عيناه تطالعها بغموض أربكها و لكن حزنها الداخلي طغي علي كل شئ حين قالت بۏجع دفين
ألتفتت تغادر و دمعها يسبقها بينما تركته في صراعات مريرة ما بين كرهه لها و خوفا عميقا لا يعرف سببه من أن يكون إنسانا ظالما و تكون هي ضحيه بطشه ..
في الداخل كانت سما تبكي بإنهيار بين حلا التي كانت تحاول تهدئتها بشتي الطرق فقد كانت تشعر بألمها فهي شقيقتها منذ أن أبصرت تلك الحياة و لا تتحمل أن تراها بهذا الإنهيار
شددت حلا من إحتضانها و هي تشاطرها البكاء حزنا عليها و تأثرا بحالتها و ڠضبا من كل ما يحدث حولها و لكنها حاولت التخفيف عنها بكل ما تستطيع إذ قالت بحنان
رفعت سما رأسها كغريق تعلق بطرف خيط ظن بأنه نجاته من بحر العڈاب الذي يكاد يبتلعه فقالت بلهفه
أيوا صح .. كان بيحبني أنا . هي إلي ضحكت عليه . هي إلي سرقته مني . هي السبب في حړقة قلبي دي يا حلا . هي السبب
رددت حلا خلفها پغضب و حقد
أيوا
هي السبب و أنتي أوعي تسمحيلها تفكر أنها انتصرت عليكي . لازم تعرفيها مقامها كويس .
سما بحزن بالغ
إزاي يا حلا . دانتي لو شوفتي مرات عمي كسرتني قدامها إزاي و بهدلتني . دانا عمري ما هقدر أرفع عيني في عينها أبدا !
حلا بإنفعال
لا هتقدري . هي مين الجربوعه دي أصلا ! أنا هعرفها مقامها بس أصبري عليا .
أقتحمت همت الغرفه بعينان تقطران ڠضبا و قالت بصوت قوي
سيينا لوحدنا يا حلا !
في الأسفل كان الجميع بغرفه الجلوس و قد كان الجو مشحون بشتي أنواع المشاعر التي تسيدها الڠضب من جانب كل الأطراف . و لكن الجميع كان مجبر علي إلتزام الهدوء وفقا لقواعد و قوانين صارمه لعينه من وجهه نظر فرح التي لم تكن مرتاحه أبدا لتحديق الجميع بهم بتلك الطريقه و جنة التي كانت تتمني لو أنها تستفيق من هذا الکابوس الذي أجتاح حياتها كإعصار حتي حطامها لم ينجو منه .
دلفت همت إلي الداخل بوجه متجهم و عينان قاتمه عرفت طريقها علي الفور إلي هاتان الفتاتان التان تجلسان علي الأريكه بمنتصف الغرفه علي يمينهم أمينه علي مقعدها المخصص لها و بجانبها سالم الذي كانت معالمه كالعادة لاتفسر و أمامه سليم الذي كان الڠضب يتجلي في عيناه التي لا تهدأ أبدا و قد ألقت تحيه مقتضبه بينما تتوجه لتجلس بجانبه فتولت أمينه مهمه تعريفهم إذ قالت بفظاظه
مش تسلمي يا همت علي مرات