السبت 30 نوفمبر 2024

رواية عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 37 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

أبالا: حسنًا الخيار خيارك، عليكي أن تتسلقي لأعلى غصن ثم تمشين في الهواء كأنك تمشين على امتداد الغصن إلى أن تصلي لعالم الجن

أخذت عشتار تتسلق الشجرة إلى أن وصلت لأعلى غصن فوقفت عليه ثم وضعت رجلها في الهواء على امتداد الغصن كما قالت أبالا وفعلا كان بمقدورها المشي في الهواء

أخذت تمشي وترتفع عاليًا في الجو مبتعدةً عن منزلها مما أثار انتباه المارة الذين بدأو يتجمعون ويشيرون تجاه عشتار في الأعلى مع بعض التعليقات

كـ ” ألم أقل لك أنها ساحرة”

” لقد تأكدت الآن أنها ق@تلت عائلتها فعلًا”

” شكلها الجميل لايوحي أنها مشعوذة”

لم تكن عشتار تهتم بكل ماتسمع كانت تريد فقط الخروج من هذا العالم لتصل لعالم الجن قبل أن يحدث مكروه لزوجها وفجأة سقطت عشتار

أخذ الناس يصرخون وهم يرون عشتار تهوي من أعلى إلى أسفل وفجأة اختفت في السماء

تصارخ الناس أكثر وأكثر لكن صراخهم لم تعد تسمعه عشتار بعد الآن

الحلقة الخامسة عشرة والأخيرة- الإنسية والجن

قصة الإنسية التي تزوجت جني

الحلقة الأخيرة

كان يحف قلعة جلجامش خليط من الحزن والكآبة مع تجمهر الجن من قبيلة جلجامش في ساحة القلعة حزينون مستسلمون للألم والعذاب الذي حل بهم إذ بدأ جنود عيقم بالسلب والنهب قبل أن يتوج ملكهم مما ينبأ بحالهم المستقبلي

كان عيقم يقف على المنصة بجانبه سامد وأزمل (وزير جلجامش الخائن) ومن تبقى من حاشية جلجامش ممن وافقوا ونزلوا على حكم عيقم أما بقية أعوان جلجامش المخلصين فقد جمعوا في صف واحد مكبلين بالسلاسل والاغلال وراء كل واحد جني بفأس استعدادًا لقتله وجيش عيقم يحف بالقلعة بأكملها مدججين بأسلحتهم في حالة استنفار تأهبًا لأي شيء قد يحول بين تتويج عيقم

تقدم عيقم قائلا: يا قوم عليكم بمبايعتي والولاء لي فقد انتهى كل شيء من يعترض سينضم لهؤلاء الخونة ومن يعتقد أن بمقدوره مجابهتي عليه أن يتحداني الآن كما جرت العادة أن استطاع أحد التغلب علي يكون ملككم

عم سكون وصمت مخيب للآمال في أرجاء القلعة

انتهى زمن الفروسية

فارسهم محبوس في قعر سلحفاة وزوجته الإنسية

يالهم من قوم بؤساء

عاصروا الحرب وتكبدوا خسائر في الأرواح والأموال وفي النهاية يخضعون للذل والهوان

حين يقف الخونة مع العدو يأمرونهم بالاستسلام والخضوع والاذعان

كم من واحد بدا رخيصًا اليوم لدرجة أنه يستحي النظر في وجه القوم

ومنهم من كان ينظر بكل ماستطاع جمعه من وقاحة

لم يبقى أحد باستطاعته قول كلمة أتحداك.

الخونة على منصة العرش والأوفياء تحت المقصلة

والعرش يبكي مستجديًا منديل وفاء يكفكف به دمعه بين كل الوجوه المتسخة بعار الخي،ـانة تربت على كتفيه بخبث تريد نهشه من كل جانب

يالهؤلاء الرخيصين ينعقون مع كل ناعق ويطأطئون رؤسهم بفخر إنه الذل بثقة

قال عيقم مبتسما بزهو حين رأى الهزيمة واضحة جلية على مرأى القوم: حسنا إذًا لتبدأ مراسيم التنصيب اضربوا أعناق الخونة

وبدأ جنوده يقتلون أعوان جلجامش المخلصين واحدًا تلو الآخر

تعالت صيحات القوم

فتقدم الأزمل خاطبًا في الجمع: ياقوم قد طالت بنا الحرب سنينًا طوال تكبدتنا خسائر فادحة في الأرواح والأملاك وانتهت الحرب بخسارة جيشنا وانتصار جيش الملك عيقم وقد جاء اليوم ليبايع ملكًا على أرضنا فبايعوه تسلموا. عهد جلجامش وأسرته انتهى لانريد ملكا تبع هواه وتزوج إنسية متخليا عن مسؤلياته تجاهنا انتهى جلجامش للأبد انتهى انتهى

صاح بوق قادم من المنارة الرئيسية للقلعة وتعالى الهمس بين الجنود المتعلقون فوق السور

” جلجامش”

” إنه جلجامش”

“جلجامش..جلجامش”

جاء جني من أعلى المنارة بسرعة لسامد وقال: سيدي جلجامش فوق الجسر مسرع قادم باتجاه القلعة

أثار وقع الخبر فرحةً صامتة في أعين قوم جلجامش

عيقم بغضب: لقد شككت أنه هرب منذ البداية يالك من أحمق ياسامد

صرخ سامد: ارموه بالسهام ألا يصل جلجامش إلى هنا هل فهمتم

كان جلجامش يمشي على الجسر بثقة تليق به

لم يبقى سواه هو فقط من بمقدوره قلب الموازين اليوم

مصير القوم على عاتقه

عليه قتال من يتقاسمون عرشه وإرثه

اجتمعت ثلاث كتائب فوق سور القلعة بسرعة

تصف ثلاثة صفوف وبترتيب متناغم

رمت جلجامش بستة آالاف سهم دفعة واحدة

ستة آلاف سهم تحلق في الهواء بسرعة تشق الرياح متجهةً لجلجامش وحده وكأنها ضربة قاضية

استل جلجامش سيفه عين الذئب ووجهه عاليا تجاه الأسهم فانجذبت نحوه بسرعة رهيبة

ثم أرجع سيفه للخلف والأسهم تتبع السيف أينما دار ودفع به للأمام مرة أخرى بقوة جبارة فانطلقت الأسهم جميعها عائدة نحو السور بسرعة واخذت تصطاد من تصطاد وتقتل من تقتل وتنغرس في سور القلعة وكأنها مطر المoت.. مطر أسود أظلمت السماء منبأةً بقدومه

أثار هروب الكتائب الثلاث فوق السور فوضى عارمة في ساحة القلعة مع أمل جديد لأهل القلعة برجوع أميرهم بمثل هذه القوة الجبارة وأنه مازال هنالك أمل

اقترب جلجامش من القعلة أخيرا واصطفت كتيبة كاملة مجددًا فوق السور وأخذت ترمي جلجامش بالرماح

وضع جلجامش السيف وراء ظهره مظهرا عين الذئب

كانت الرماح حين تقترب من جلجامش تنفر منه وتسقط على جانبي الجسر بفضل قطب المغناطيس

والجنود متعجبون ممايحدث أمامهم

أخيرًا خرجت كتيبة من ألفي جندي بسيوفهم ودروعهم وأسلحتهم منهم من يركض ومنهم من يطير ومنهم من يزحف مسرعين لمجابهة جلجامش والقضاء عليه

استل جلجامش سيفه مرة أخرى وفصل النابان عن بعضهما وأخذ يلوح بهما في الجو بسرعة رهيبة ثم بقوة وجههما تجاه الجنود فانطلق من وسط السيفين زوبعة قوية (تحمل سيوف الكتيبة التي قام الأجهش بقتلها حين كان يلحق بجلجامش وتحمل هذه السيوف تيارات هوائية متشكلة بشكل جنود من قوة الزوبعة)

والتحمت الزوبعة بالكتيبة حتى احتوت الكتيبة كلها وصوت قرع السيوف كان قويًا جدًا مصاحبًا لصراخ الجنود الذي بدا وكأنه هلع من عذاب مظلم داخل الزوبعة يهز كيان كل من ينظر لتلك القوة الجبارة

إلى أن انجلت الزوبعة وجنود الكتيبة تتساقط ميتة من تحت الجسر ودمائها تتناثر في الهواء

انهزم جنود عيقم هاربين لداخل القلعة وراء عيقم وعيقم يتفرج مذهولا من هول هذه القوة المفزعة

عيقم: هذا هو سيف يارخ إذًا.. ياله من سلاح فتاك سيسعدني أن امتلكه وأضمه لمجموعتي

في هذه الأثناء

كانت عشتار تسقط

في سماء ليست سماء

لونها بنفسجي يميل للصفرة

أخذت عشتار تنظر وهي تسقط

كانت تعلم أنها دخلت لعالم الجن

كانت تبحث عن شيء أو وسيلة ما

كانت تؤمن أنه في هذا العالم وفي أي عالم مهما زادت الصعاب والمخاطر

لابد من وسيلة ما للخروج والنجاة

فقط عليها أن تدع الخوف جانبا.. وتفكر

مدت جسمها بشكل أفقي فغدت كأنها تطفو على الريح

وتسيرها الرياح ببطء للأسفل

أخذت تنظر بتركيز فرأت شيئًا بدا وكأنه سحابة عملاقة للوهلة الأولى لكنها حين ركزت النظر غدا ذلك الشيء كأنه شبكة عنكبوت كبيرة ملتصقة بالسحب

مدت جسمها للأمام وغدت تتجه لشباك العنكبوت ببطء كانت تتوجس خيفة من الوصول لشباك العنكبوت لكنها أيقنت أنه لابد من سبب لوجود شباك العنكبوت في السماء وحيث أنه لم يوجد لها خيار آخر اتجهت للشبكة الكبيرة

سقطت عشتار أخيرًا على الشبكة التي سرعان ما انشقت لتسقط على شبكة أخرى وهكذا غدت عشتار تنتقل من شبكة لأخرى

أم هو نسيج متكرر لشبكة واحدة لم تستطع عشتار أن تحدد لكنها بدت وكأنها شبكة عنكبوت متعددة الطبقات

في البداية كانت سقوط عشتار قويا وسريعا لكن مع تكرار اصطدامها بشباك العنكبوت أخذت تبطء شيئا فشيئًا إلى أن توقفت

نظرت عشتار حولها متفحصةً المكان

كانت عالقة في شباك العنكبوت وكأنها فريسة

بين السحب في وسط السماء

حاولت التحرك لكن دون جدوى كانت عالقةً تمامًا

فجأة جاءها الصوت من الخلف صوت تتوقع صاحبه حين تكون عالقًا في شبكة عنكبوت كبيرة

التفتت عشتار لترى عنكبوت عملاقة جدًا لها ثمانية أرجل وستة أعين لكن أعينها جميعها بدت وكأنها مطموسة سوى عين واحدة

قالت العنكبوت: أهلًا بك في سماء سراب إلى أين وجهتك هاهاهاها

نظرت عشتار لهذه العنكبوت العملاقة لابخوف بل باستغراب ثم قالت: هل تسكنين السماء لاصطياد فرائسك

العنكبوت: بل أنا حارسة المعبر السماوي لأرض الجن

عشتار: وكيف تكونين حارسة عالم الجن هل أنت جنية؟؟

العنكبوت: ليس من الضروري أن يكون كل من هو موجود في هذا العالم جني. هل أنت جنية؟

عشتار: آه.. صدقت

العنكبوت: ما اسمك؟

كادت عشتار أن تقول اسمها لكنها اكتفت بقول: أنا عابرة سبيل عبرت في سلام

اقتربت العنكبوت من عشتار ترقبها جيدًا بعينها الواحدة قائلة: أنت إنسية..عشتار.. هل أنت عشتار زوجة جلجاماش

سكتت عشتار فهي لاتعلم هل هذه العنكبوت عدو أم صديق

لكن العنكبوت بادرتها: أنت هي.. أنت تلك الإنسية… أنت زوجته فخاتمه في إصبعك

عشتار بحزم: نعم.. أنا الإنسية زوجة أمير الجن

ضحكت العنكبوت ضحكة خفيفة وقالت: أتعلمين لما العنكبوت تبني شباكًا

أحست عشتار بالقلق لكن كان عليها مسايرة هذا الوحش العملاق فقالت: حتى تكون لها كالبيوت

العنكبوت: ههههه لا.. بل الشباك نصنعها لاصطياد الفرائس.. نحن نؤمن بالقدر فالرزق محتم.. نجهد أنفسنا بصنع الشبكة وبعد ذلك نجلس براحة ننتظر ضالتنا بدل السعي وراءها

فالدنيا كالدولاب صنعت لتدور وماذهب لابد أن يعود يومًا

عشتار بخوف: لا أفهم ماتقولين

العنكبوت: لم أكن عوراء من قبل لكن كان عشيقك جلجامش يتسلل يوميا لأرض الإنس حتى يراك إلى أن جاءني يوما مرسول من أبيه بمنعه من الذهاب لأرض الإنس وحين أتى جلجامش مسرعا للذهاب لأرض الإنس لكي يراك اعترضت طريقه وخضنا عراكًا عنيفًا أسفر بفوز جلجامش طبعًا بعد أن فقأ أعيني جميعها ماعدا واحدة

لم اعترض طريقه بعدها لأنني كنت واثقة كل الثقة أنه سيأتي يوم وأجد انتقامي في شباكي

أخذت عشتار تنظر في أرجاء المكان علها تجد شيء تستطيع الاستفادة منه أو أن يوحي لها بفكرة ما إذ لم يكن بمقدورها تحريك حتى يديها الملتصقتان بشباك العنكبوت لكن لم تجد سوى فضاء شاسع

العنكبوت: هه لامفر من شباكي سأفقأ عينيك وأرسلك لجلجامش

عشتاربحزن: حسنًا أيتها العنكبوت لك حق الانتقام لكن لي طلب واحد فقط.. لقد فقدت أعينك بسبب جلجامش الذي قاتلك لكي يراني حتى وإن فقدت اعينك بسببي فليس لي ذنب في ذلك لكنك على أية حال لن تتنازلي عن الأخذ بثأرك فقط أريد منك أن تذهبي بي فوق قلعته وتقتلعي عيني وتلقي بهما في القلعة

العنكبوت باستغراب: ولماذا هذا الطلب الغريب هل تحاولين خداعي؟؟

نزلت دمعة من عين عشتار وقالت:لا.. لكن علّ عيناي وهما تسقطان تنظرانه للمرة الأخيرة فيقر قلبي برؤيته

أحست عشتار أن العنكبوت بدت صغيرة أمام هذا العشق الكبير لكن العنكبوت بادرتها بغضب: لاااااا …. بل سأذهب بك فوق قلعته وسأفقأ عينيك وسألقي بك لكي يراك مقتولةً مفقوأة العينين فيعلم أنني من تسبب في ذلك ولاضير إن قتلني فقد انتصرت عليه واخذت حقي

انتزعت العنكبوت عشتار من شباكها وربطتها بخيوطها فغدت عشتار كاليرقة فقط رأسها خارجًا

انطلقت العنكبوت متجهة بسرعة نحو قلعة جلجامش تقفز من سحابة لأخرى وعشتار تبكي في حيرة من أمرها ماتستطيع فعله للتغلب على هذا الوحش الضخم الحقود

دخل جلجامش القلعة بثقة وقوة لم يشهد لها مثيل وسط هتافات قبيلته الذين هجموا على جنود عيقم وخلصوا أعوان جلجامش المخلصين منهم قبل أن يفنوهم

وتجمع أهل القلعة وراء جلجامش وحوله

وصل جلجامش للمنصة يريد مخاطبة عيقم فبادره أزمل يريد أن يقاطعه

لكن جلجامش دون أن ينظر إليه استل سيفه وضربه ضربةً قسمته نصفين قائلًا: هذا جزاء الخونة في مملكتي

نظر جلجامش لقومه وقال: ياأبناء قومي أرجو أن لاتكونوا استسلمتم لقوى الشر وبايعتم هذا الطاغية سادافع عنكم لآخر رمق في حياتي

تعالت صرخات من أعوانه وقومه ” نحن معك لآخر رمق ياجلجامش”

نظر جلجامش لعيقم بغضب وقال: لامزيد من الحرب لقد انتهى كل شيء لقد جئت اليوم لتتوج ملكا على أرضي وجرت العادة أن يقوم الملك الجديد بتحدي كل من يظن نفسه كفؤًا أن يجابهه وأنا أتحداك ياعيقم لماذا نجعل شعبينا يقتلون سنينا ونحن نتفرج عليهم جاء دورهم الآن.. من يفوز في النزال يحكم الشعبين

عم هدوء في جميع أرجاء القلعة الكل ينظر لعيقم بانتظار جوابه وعيقم كان يتصبب عرقًا

أراد سامد أن يتكلم لكن عيقم قاطعه قائلًا: لقد وصلت بك الجرأة أن تتحداني أنت وهذا السيف اللعنة لم يمر علي في حياتي جني مثلك أولًا تزوجت إنسية وقمت بإدخالها لأرضنا وسرقت قطعة من حجر المغناطيس وعرضت حياة الجميع للخطر من انفجار البركان أو هجوم الذئاب والأعظم من ذلك كله قمت بادخال عين الذئب لأرضنا إنك جني متعجرف صبياني لاتليق أن تحكم الجن

جلجامش: كل ذلك من أجل أن أزيح ملكًا ظالمًا مثلك فأنت حاكم جائر لامكان لك في قلعتي قد أكون أسأت التصرف فيما مضى لكنني عادل لا أظلم أحدًا مثلك ولا أدخل شعبي في حرب أسبابها مبهمة فقط لتزيد من قوتك ونفوذك

أجاب عيقم بغضب: حسنا إذًا هيا بنا نذهب للجبل القائم من ينزل منه بعد قتل الآخر يكون المنتصر كما جرت العادة

كان يوجد جبل صخري طويل في منتصف القلعة وهو مركزها

طار الاثنان عيقم وجلجامش والتقيا في قمة الجبل لايراهما أي أحد،من يقتل الآخر ينزل ملكًا على القبيلتين

استل جلجامش سيفه واخذ ينظر لعيقم بغموض وهو يفكر محدثًا نفسه ” عيقم.. لا أتذكر متى كانت آخر مرة خاض فيها قتالا.. اعتقد قبل أن أولد..علي أن استفيد من هذه النقطة لاسيما أنني امتلك أقوى سيف في أرض الجن الآن لكن علي أن لا أنسى أنه يملك ثلاثة من أقوى الأسلحة سيف اللهب ورمح الظلام وسيف الصاعقة”

طقطق عيقم بأصابعه فانبثق منه ثلاثة جن مشابهون له تمامًا

تفاجأ جلجامش من هول مايرى “إن هذا لسحر كيف أجابه أربعة عيقم.. هل هم حقيقيون ياترى.. ومن هو عيقم الحقيقي..أحدهم برمح الظلام وواحد بسيف اللهب وواحد بسيف الصاعقة والأخير بمطرقة كبيرة يا إلهي إنها مطرقة يارخ”

جلجامش: أيها الوغد إنها مطرقة يارخ كيف حصلت عليها

أجاب الأربعة بصوت واحد: هههه لقد قتلت ذلك الأحمق وتخلصت من أسلحته السخيفة للأبد

أصيب جلجامش بخيبة أمل ” لقد م١ت الشجاع يارخ ياللأسف إن عيقم شرير جدًا لم يترك شيئًا طيبًا في أرضنا إلا وقضى عليه”

جلجامش: ستدفع حياتك ثمنًا لجرائمك أنت بؤرة شر وفساد

أحاط العياقم الأربعة بجلجامش من أمامه وخلفه وعلى جانبيه

غرز عيقم ذو سيف الصاعقة سيفه في الأرض مما أثار موجات رعدية في الأرض

قفز جلجامش تفاديا أن لاينصعق

فقفز عليه عيقم ذو المطرقة وضربه على رأسه وأسقطه أرضًا

ثم قفز عليه عيقم ذو سيف اللهب وعيقم ذو رمح الظلام يريدان طعنه بسرعة فما كان من جلجامش إلا أن رفع سيفه وجذبهما هم الاثنان فالتصق السلاحان بسيف جلجامش ثم رفع سيفه مرة أخرى فتنافر الاثنان مبتعدين وعاد الحصار مرة أخرى

أخذ جلجامش يفكر” كيف السبيل للتغلب على هؤلاء الأربعة لابد من وجود ثغرة استطيع من خلالها كسر منظومتهم، الأصل أنه عيقم واحد تفرع وغدا أربعة اعتقد أنه واحد حقيقي أما الثلاثة الآخرون مزيفون أو وهميون لكن أيهم عيقم ياترى.. اممم عيقم خبيث جدًا تفرع لأربعة ليشغل تركيزي فيه بدل أن أركز على أسلحته علي بالتركيز على الأسلحة”

ركز جلجامش تركيزه على الأسلحة فانتبه أن عيقم لايستطيع أن يهجم أربعة هجمات في نفس الوقت بل هجومان اثنان كل مرة سيف الصاعقة ومطرقة يارخ تارة ورمح الظلام وسيف اللهب تارة أخرى وحتى حين يهجم عليه بسلاحين يوجه له ضربة كل مرة من سلاح واحد إذن هو عيقم واحد من يتحكم بالبقية لكن أي واحد فيهم

أحس جلجامش بقليل من الثقة حين فطن لخدعة عيقم أخذ يصد هجمات عيقم بحذر واحدة تلو الأخرى دون أن يوجه أي هجوم فقط يدافع وهو يراقب أيهم عيقم الحقيقي

أحس جلجامش أن عيقم ذو رمح الظلام لايضرب إلا إذا كان بعيدًا أو موشكًا على إصابته “لابد أنه هو الحقيقي.. علي أن أجازف”

ضرب عيقم ذو المطرقة الأرض بقوة ثم قفز عيقم ذو سيف الصاعقة على جلجامش خلفه عيقم ذو سيف اللهب

بسرعة فك جلجامش نابي السيف وقذف بأحدهما تجاه عيقم ذو رمح الظلام فالتصق الناب بالرمح ثم بقوة سحبه إليه ووجه له رفسة قوية في صدره

اختفى الثلاثة المزيفون وسقط عيقم الحقيقي ذو رمح الظلام على الأرض وراءه أسلحته

جلجامش: هل تعتقد أنه بإمكانك خداعي بهذه الحيلة السخيفة


36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 39 صفحات