السبت 30 نوفمبر 2024

رواية عشتار وجلجامش

انت في الصفحة 38 من 39 صفحات

موقع أيام نيوز

نهض عيقم غاضبا وأدخل يده في كيس كان مربوطا في خاصرته وأخرج خمسة كرات صخرية حمراء صغيرة

رمى بهذه الكرات فتحولت إلى جن حمر عمالقة حمراء بسيوف ضخمة وعظيمة

أصيب جلجامش بهلع”إنهم حراس البركان.. كيف أتى بهم إلى هنا مستحيل”

كانت الجن حمراء نفسهم حراس البركان لكن دون رؤوس فقط أجساد عملاقة وسيوف ضخمة

أحاط الجن الحمر بجلجامش وعيقم من بعيد معلق أمامه سيف اللهب ويحركه في الهواء يبدو أنه يتحكم بهم عن طريق سيف اللهب.

جن جنون جلجامش إنه التحدي الكبير قفز على جني منهم بسرعة وغرز السيف في صدره فجثا ذلك الجني على ركبتيه لا يتحرك

تقدم له جني آخر يريد أن ينقض عليه فقفز جلجامش بعيدا منتزعا سيفه من صدر ذلك الجني وكانت المفاجأة أن الجني الذي طعنه جلجامش وقف مجددا بعد أن انتزاع السيف من صدره

وجه له أحد الجن ضربة بسيفه العملاق تصدى لها جلجامش بسيفه لكنه بدأ ينزل للأسفل من ثقل سيف الجني الأحمر وقوة ضربته

هز جلجامش سيفه فانتفر السيف الضخم عنه متجهًا للوراء بفضل المغناطيس وانغرز في صدر جني آخر

فطن جلجامش مرة أخرى لحيلة عيقم ثم بسرعة قفز على جني وغرز سيفه في صدره فجثا ذلك الجني على ركبتيه ففك جلجامش نابا الذئب إحداهما ظلت مغروسة في صدر ذلك الجني ليشل حركته وانتزع الأخرى وقفز في المنتصف يلوح بسيفه بسرعة وهو يدور وسط الجن الحمر الأربعة الآخرون فانبثقت زوبعة حول جلجامش جعلت الجن يدورون حوله في الهواء ثم حرك المغناطيس فانجذبوا نحو جلجامش أربعتهم لكن من كبر حجم سيوفهم انغرز كل سيف في صدر جني آخر

حتى غدا جني في صدره ناب الذئب والاربعة الآخرون كل جني مغروز سيفه في جني آخر فغدو كالسلسلة التي لاتتحرك

قفز جلجامش منقضا على عيقم بالناب الآخر وضرب سيف اللهب بقوة فاختفى الجن الحمر الخمسة كالغبار الذي طوته الريح

سقط عيقم أرضًا لكنه نهض بسرعة كي لايباغته جلجامش

جلجامش: ألم ننتهي من ألعابك البهلوانية ياهذا

غضب عيقم وقال: حسنًا إن كنت تريد المoت بسرعة لامزيد من اللعب

رمى عيقم بسيف الصاعقة وسيف اللهب في الجو وأخذ السيفان يدوران حول عيقم ثم امسك برمح الظلام وغرسه في أرض الجبل فعم ظلام دامس في المكان كله وأمسك بمطرقة يارخ متجهًا لجلجامش

انطلق جلجامش تجاه عيقم بسرعة موجهًا عين الذئب أمام عيني عيقم

كانت خطة جلجامش محكمة

يوجه عيني الذئب لعيقم

فيتسمر عيقم مكانه

ويقتلع رأسه بسرعة

لكن عيقم لم يتأثر.. مما أثار استغراب جلجامش

عيقم: هههه يالك من غبي ألم تفهم إلى الآن أنني لست بجني

صرخ جلجامش مستغربا: ماذا تقول.. كيف ذلك

عيقم: انا ساحر عظيم لقد قتلت عيقم منذ زمن بعيد وانتحلت شخصيته

جلجامش: لا أصدق.. أنت.. من بني البشر.. إنسان

عيقم: حتى أنت ياجلجامش وأنت متزوج بإنسية مازلت تستخف بالانسان بعد كل مامررت به أنت وعشتار.. لقد تعلمت جميع أنواع السحر منذ مئات السنين وركزت طاقتي كلها لأتغلب على الجن يجب أن احكمكم

جلجامش بغضب: وماذا تستفيد من ذلك أيها الحقير

عيقم: إن استطعت السيطرة على الجن سيطرة على العالم كله لم يبقى أمامي سواك ياجلجامش سنينًا طويلة وأنا اتخلص من قادة الجن واحدًا تلو الآخر سقطوا أمامي جميعهم بالمكر والخادع والسحر والغ،ـدر وكلما قتلت أحدهم أخذت قوته وسلاحه هل تظن أنني قتلت طنطل عن طريق الخطأ

حين طرت برمح الظلام في المعركة الماضية كنت انت قد احتميت بسيفك الصاعقة وكانت الفرصة مواتية لقتل طنطل إذ كان الظلام مسيطرًا على المكان كله كانت تلك أكبر فرصة لي لقتل طنطل فالكل يظن أنه ولدي وكان من الصعب أن اقتله خارج الحرب فلايوجد سبب وجيه لفعل ذلك فكان غرضي من المعركة بأكملها هو قتل طنطل ليبدو أنني قتلته عن طريق الخطأ

لهذا أعطيته خاتمًا مزيفًا لأسلافه لكن ذلك الخاتم كان يحمل سمًا يجعله يهلوس مما حفزه أن يفتدي عشتار بحياته

كان جلجامش يقف مدهوشًا من هول مايسمع: لا أصدق كيف لم يكتشف أحد أمرك حتى الآن كيف استطعت السيطرة على الجن لسنين طوال وأنت إنسي

عيقم: لأنني حين أقتل أي جني استحم بدمه واخلط معه مادةً للتحنيط فتطغى رائحته على رائحتي والجن محكومون بالرائحة ناهيك أن السحر الذي شكلت به هيئتي على هيئة عيقم بعد أن قتلته بات صعبا على أي أحد معرفة انني إنسي فسحري قوي جدًا هههه فقط كان ذلك العجوز يارخ من عرف بحقيقتي لأنه كان صديقًا حميمًا لعيقم

جلجامش: لماذا لم يتكلم إذن

عيقم: لأنه كان مغرورًا جدًا كان بإمكانه قتلي مذ عرف بحقيقتي إذ لم أكن أملك قوة كبيرة مثل الآن لكنه نظر لي باحتقار وأدار ظهره قائلًا أنه ليس بإمكان الإنس التغلب على الجن مهما كان السحر قويًا فكان كل ماجرى بمثابة تحد بيني وبينه هل رأيت كيف استطاع إنسان ضعيف إثارة الفتنة والحرب والقتل سنينًا طوال في أرض الجن هههه

جلجامش: يالك من إنسان حقير

عيقم: لامزيد من الثرثرة حان وقت موتك

جلجامش: ستموت أيها الساحر ستموت أعدك بذلك

عيقم: سنرى

أخذ جلجامش يلوح بسيفيه بسرعة كبيرة

وعيقم يلوح بالمطرقة بسرعة أكبر وسيف الصاعقة وسيف اللهب يدوران في الهواء بسرعة رهيبة وسط الظلام الحالك فقط برق ولهب

رفع عيقم المطرقة فأخذ السيفان يدوران حولها ثم بسرعة وجه المطرقة تجاه جلجامش فامتزج السيفان اللهب والصاعقة ككتلة واحدة متجهة لجلجامش بسرعة رهيبة

كتلة رعد ولهب متجهة لجلجامش كضربة قاضية

اطلق جلجامش زوبعة قوية من سيفيه ارتطمت بالكتلة النارية الرعدية لكن لم تصمد الزوبعة أمام هذه القوة الهائلة فتبددت الزوبعة بسرعة وضربة الكتلة جلجامش فدفعته للخلف بقوة جبارة

ارتطم جلجامش بصخرة كبيرة اهتز الجبل بأكمله من قوة ارتطامه

والقوم في الأسفل ينتظرون بخوف زاد من الهزة منهم من يدعي ومنهم من يبكي ومن هم من هم بالهروب

مانجلت الكتلة بنارها ورعدها إلا وكلا السيفين الصاعقة واللهب مغروسان في كتفي جلجامش وعين الذئب سقط تحت رجليه

لم يكن بإمكان جلجامش التحرك فقد خارت قواه من هذه الضربة القاضية

اتجه له عيقم بالمطرقة وهو يضحك: أهذا كل مالديك ليتني لم أقتل يارخ ليرى نهايتك وأثبت له أنه كان غبيًا حين استخف بي.. الأحمق قال لي أنني سأقتل بسلاح من صنع يده ههه هذا هو السلاح ألصق عين ذئب في حجر مغناطيس ويظنه أقوى سلاح هاهاهاها إنه غبي جدًا وبدائي أمام قوتي وسحري وأسلحتي الفتاكة

وصلت العنكبوت بعشتار فوق قلعة جلجامش

العنكبوت: هه وصلنا لمصرعك الآن أيتها الإنسية البائسة

أخذت عشتار تحاول تحريك جسمها علها تفك رباطها لكن دون جدوى فقط استطاعت إخراج كفها فأخذت تحرك أصابعها بسرعة فانسل الخاتم من إصبعها وسقط

كانت عشتار على علم أن جلجامش قد وصل لقلعته الآن ولابد أنه سيعلم أنها خلعت الخاتم وسيهب لنجدتها لكن مالم تعلم به عشتار أن جلجامش أحوج بالمساعدة منها وأنه قد أوشك أن يقتل على يد عيقم

أخذ الخاتم يسقط ويسقط

كان جلجامش قد نكس رأسه مستسلمًا بعد أن خارت قواه وأضحى محصورًا لاطاقة له أن يتحرك والسيفان الصاعقة واللهب منغرسان في كتفيه وهو ملتصق بصخرة الجبل

أحس جلجامش أن عشتار قد خلعت الخاتم فبكى قلبه وعيقم يقترب منه

فجأةً أحس جلجامش أن الخاتم قريب منه جدًا رفع رأسه عاليًا فرأى فصًا أحمر يلمع وكأنه نجم يهوي من السماء

بسرعة ركز جلجامش نظره على الخاتم فاتجه له الخاتم بسرعة رهيبة

وارتطم بالأرض تحت قدم عيقم فانفجر الخاتم ملقيًا بعيقم بعيدًا

أحس جلجامش بقليل من الأمل فمد رجله ليسحب سيفه

نهض عيقم بغضب وهو ينظر للأعلى فرأى العنكبوت نظرًا لكبر حجمها فاستل رمح الظلام وألقى به على العنكبوت بكل ما أوتي من قوة لظنه أنها كانت تساعد جلجامش

كانت العنكبوت ممسكة بعشتار ويدها متجهة لعيني عشتار بسرعة لتفقأها وعشتار مغمضة عينيها مستسلمة

لكن كانت المفاجأة حين انغرس رمح الظلام في صدرالعنكبوت قاذفًا بها بعيدًا عاليًا في السماء أما عشتار فغدت تسقط مرة اخرى وهي لاتدري بما يحدث أسفلها

كان عيقم يتجه لجلجامش من جديد وهو يحمل المطرقة حين أبصر شيئًا آخر يسقط من السماء

ركز النظر وإذا به يقول بغضب: إنها تلك ألإنسية مجددًا كان علي أن أتوقع قدومها

مد عيقم يده تجاه عشتار فاتجهت إليه بسرعة وغدت معلقة في الجو أمامه

وصلت عشتار وأخذت عشتار نظر مدهوشة وهي معلقة في الهواء لاتقوى على فعل أي شيء

صرخت عشتار: جلجامش حبيبي ماذا حل بك

صرخ جلجامش بيأس: عشتار ماذا جاء بك إلى هنا

عشتار: أيها الشرير اتركني

عيقم: ستموتين أنت وحبيبك لاتخافي أيتها الشقية

صرخ جلجامش: دعها تعيش فهي مخلوق ضعيف لادخل لها في كل ماحدث ولن يضرك إن بقيت على قيد الحياة

ركزت عشتار نظرها في عين عيقم إذ كان هذا هو سلاحها الاخير عينيها المسحورتان

جلجامش بيأس: عشتار إنه ليس جني إنه ساحر إنسي خبيث

أصيبت عشتار بصد@مة كبيرة من هول ماسمعت وسط ضحكات عيقم

” عيقم من البشر.. عيقم إنسان.. كيف ذلك.. ياإلهي”

مد عيقم يده تجاه عشتار يسحبها إليه بسرعة فانتشر شعرها وتناثرت خيوط العنكبوت متمزقةً في الهواء بقوة

وطارت ذرة من زهرة الياسمين كانت قد بقيت في شعر عشتار

واستقرت هذه الذرة في أنف عيقم فانتفض عيقم وتسمر مكانه وكأنه تشنج أو أصيب بشلل وهو مشدود الأعصاب لايتحرك

سقطت عشتار أرضًا مستغربة ماذا يجري

قال عيقم بصوت متقطع وكأنه يحاول حبس هذا الصوت: أأأأ…أأأأأ….أمي…ييي

احتارت عشتار ماذا يجري

عيقم مرة أخرى بصوت متقطع: أمي أنا ابنتك

سقطت عشتار أرضًا مرة أخرى ” يا إلهي إنه ذات الساحر الذي كان سيقتل لواح زوجة الأجهش وقامت ابنة الأجهش بتلبسه ولم تخرج منه خوفًا أن يقتل أمها وهي تظنني أمها ياترى ماكان اسمها … نعم إنه نارين … نارين”

عشتار: نارين ابنتي

عيقم بغضب: لللللا..لا إنها ليست أمك أيتها الغبية عودي لسباتك

عشتار: نارين احتاج مساعدتك لاتدعيه يتحرك إنه شرير يريد قتلي ساعديني

عيقم: لللللا… للللا ددددعيني

وتجمد عيقم مكانه وكأنه جدعٌ يابس فقط يحرك عينيه حول عشتار وفمه مفتوح ويهتز اهتزازًا مرعبًا

انطلقت عشتار تجاه المطرقة حاولت رفعها لكنها كانت ثقيلة جدًا فأخذت عشتار تنظر حولها بسرعة ثم انطلقت لجلجامش

حاولت حمل سيف عين الذئب لكنه كان ثقيلًا على جسمها الضعيف أيضًا

جلجامش: حاولي ياحبيبتي حاولي

لكن دون جدوى إذ كان السيف ثقيلًا على عشتار

أخيرًا مدت عشتار يديها لسيفي الصاعقة واللهب تريد تريد سحبهما من جسم جلجامش تخليصه

صرخ جلجامش: لااااااااااا

لكن عشتار كانت قد أمسكت بالسيفين فانصعقت يدها اليمنى وانتشر اللهب على يدها اليسرى وطارت للخلف عاليًا

بعد الصد@مة التي أصابت عشتار من لمسها للسيفين اهتز السيفان فاستطاع جلجامش تخليص نفسه وسقط السيفان أرضًا

فانتفض بسرعة للامساك بعشتار لكنه انتبه أن نارين خرجت من جسد عيقم بسرعة متجهة لعشتار هي الأخرى فتخلص عيقم منها

التقط جلجامش سيفه عين الذئب وطار بسرعة رهيبة لعيقم قائلًا: خذذذذذذ

طعن عيقم بالسيف في بطنه طعنةً خرجت من ظهره

عيقم: آآآآآآه مستحيل

حاول عيقم إمساك جلجامش بيديه لكن جلجامش ركله برجله وألقاه بعيدًا

فسقط عيقم أرضًا يخور بدمه لا يتحرك أخيرًا

وأتى شيءٌ يسقط من السماء

كانت تلك هي العنكبوت

امسك جلجامش سيفه بحذر لكنها سرعان ماسقطت لاتتحرك فوق عيقم وامتزج دمها البنفسجي بدم عيقم الأسود

وعينها ترف تنظر لجلجامش بحسرة

فانتزع جلجامش رمح الظلام من صدرها وفقأ عينها فماتت

التفت جلجامش لعشتار ونارين

كانت نارين طفلة صغيرة تكبر بناته قليلًا وكانت تشبه عشتار لحدٍ كبير

أفاقت عشتار بإرتعاشةٍ صغيرة بعد أن مسحت عليها نارين بيديها

عشتار: نارين

نارين: أمي هل أنتي بخير

جاء جلجامش مسرعًا واحتضن عشتار: عشتار هل أنتي بخير

عشتار: هل عيقم؟؟

جلجامش: لقد م١ت

تنفست عشتار الصعداء واحتضنت نارين

عشتار: نارين أمكِ قضت نحبها لكنني سأكون لك أمًا لاتخافي لن أتركك وحيدةً أبدًا أنتي ابنتي وروحي وأفديك بحياتي ياحبيبتي

نزلت دمعةٌ من عين نارين واحتضنت عشتار قائلة: كنت أتمنى رؤيتها فقط

عشتار: انظري في عيني

نظرت نارين في عيني عشتار فابتسمت

وجلجامش ينظر لهم بسرور

وخلفه عيقم ممددٌ على الأرض فوقه ججث0ة العنكبوت لايتحرك

فجأة وإذا بالعنكبوت تتحرك مرة أخرى

عشتار: كانت ستفقأ عيني وتلقي بي انتقامًا منك

نظر جلجامش للعنكبوت بغضب وهم أن ينهض إليها

لكن فجأة انقلبت العنكبوت على ظهرها بسرعة وقفز عيقم حاملًا مطرقة يارخ منقضًا عليهم وهو فاتح باعه

احتضن جلجامش عشتار ونارين لحمايتهم إذ كان هجوم عيقم مباغتًا ومفاجئًا جدًا

وأوشك أن يقضي عليهم بالمطرقة

لكن

سال قليلٌ من دم عيقم على عصا المطرقة فأصدرت صفيرًا مرعبًا وانطلقت عصى المطرقة كالرمح واخترقت صدر عيقم فسقط أرضًا

ممددًا يابسًا مكانه ودمعه مختلطٌ بدمه

نهض جلجامش ووقف فوق عيقم وعيقم يلفظ أنفاسه بصعوبة وقال: لقد صدق يارخ حين قال لك أنك ستموت بسلاحٍ من صنع يده أيها الوغد

وضرب جلجامش بكفيه على رأس عيقم بقوة جبارة وانتزع رأسه من رقبته والقى به من سفح الجبل ودمه الأسود يتطاير في كل مكان


37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 39 صفحات