رواية قطة تتحدي فهد بقلم هالة الحسيني
بصندوق الموسيقى و فتحته و ظلت تستمع له و تتأمل كالعادة براقصة البالية ...
مر الزمن و اتت الساعة 11 ..
استيقظت منال و وجدت جلال مازال نائما فتقوم و تتجه الى المرحاض و بعد دقائق تخرج و تتجه الى خارج الغرفة ..
اتجهت منال الى الحديقة و جلست و هي تشعر بأن عقلها سينفجر من الصداع .. فهي من كثرة البكاء ليلة امس و التفكير و النوم الكثير .. جلبت للنفسها ألم الراس .. نظرت للأعلى و وجدت بدور تجلس في شرفة غرفتها و هي شاردة .. تأملتها و تذكرت شكلها جسد نحيف و شعر اسود اللون و عيون واسعة لكن لا تتذكر لون العين .. ابعدت منال عيناها عنها و قالت للنفسها عملتله ايه علشان يعمل كدة .. بس قلبي بيقولي ان في حاجة غلط ليه معرفش ... ربنا يستر ..
ابتسمت منال لها صباح النور يا حبيبتي
مريم مالك شكلك تعبانة
منال عندي صداع والله يا بنتي
مريم طيب دقايق كدة و الفطار هيبقى جاهز نفطر و اديكي دواء للصداع مع كوباية شاي محصلتش
منال ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
..كل هذا تحت انظار بدور التي شعرت بالحزن قليلا و نزلت دمعة من عينها ..فلقد تذكرت والدتها الراحلة التي منذ ان رحلتها و حياتها اصبحت بائسة لا يملأها إلا الحزن و الضيق ...
فتمسح دمعتها و تتجه الى الداخل ...
و في الاسفل
قالت مريم هتعملوا ايه في حكاية جواز ثائر يا ماما
مريم مش عارفة انا ليه ثائر عمل كدة
منال ولا انا يا بنتي والله
مريم تفتكري اللى متجوزها دي كانت اسمها ايه
منال كانت اسمها بدور
مريم اها بدور تفتكري هتبقى وحشة و لا ايه
منال مش عارفة بس اكيد هي عاملة حاجة ليه علشان كدة اتجوزها بالطريقة دي
منال الله اعلم يا بنتي
مريم يا حبيبي يا اخويا اكيد بدور وحشة
و هنا يأتي صوت ثائر و هو يقول لا مش وحشة
فألتفتوا له و تقدم لهما و اكمل كلامه بدور مش وحشة و مش عمل لي حاجة
نظرت منال الجهة الاخرى فيركس ثائر بجانبها و هو يبتسم و يقول ...
منال بعتاب اسف بعد ايه بقى
ثائر والله يا امي ڠصب عني مكانش ينفع استنى انا عارف انكوا مش هتوافقوا عليها
منال ليه يعني
ثائر علشان مش من مستوانا و الكلام بتاع الاغنياء ده
منال عمتا اللى حصل حصل و دلوقتي اطلع لمراتك علشان كمان شوية و الفطار هيبقى جاهز و ساعتها نقولكما اللى بتفكر فيه انا و ابوك
منال هنعمل فرح هنا ليكوا علشان الناس تعرف بجوازك انت و هي
ثائر ماشي اللى تشوفيه
منال اطلع اقولها تجهز يلا
ثائر حاضر
الفصل الرابع
ترك ثائر امه و اخته و اتجه الى الداخل و منه الى غرفته و عندما ډخلها وجد بدور تبحث عن شيء في حقيبتها فقال ...
ثائر بتعملي ايه
نظرت له و قالت بدهشة ايه ده انت جيت امتى
ثائر من شوية انتي بدوري على حاجة
بدور اها كنت بدور على حاجة مهمة بس اظاهر ان طنط نسيت تحطها
ثائر حاجة ايه
بدور مش مهم بقى
ثائر بدور حاجة ايه
بدور خلاص مش مهم
ثائر ماشي المهم اجهزي علشان هننزل نفطر و لا انتي
فطرتي
بدور لا لسة مفطرتش
ثائر عمتا اجهزي
بدور ماشي
اتجه ثائر الى المرحاض ام هي فظهر في عيونها الحزن فأن الذي تبحث عنه شيء مهم بنسبة لها ...
بدور بضيق طب و بعدين هجيبه ازاي انا دلوقتي
قررت ان تتصل ببثينة و تسألها عنها فأمسكت هاتفها و اتصلت بها و انتظرت ردها حتى ردت....
بثينة بدور حبيبتي اخبارك ايه
بدور الحمدلله يا طنط و حضرتك اخبارك ايه
بثينة تمام
بدور طنط كنت عايزة اسألك على حاجة
بثينة اسألي
بدور فين الاجندة و حاجات الرسم بتاعتي
بثينة و قد تذكرت يوووه ده انا نسيت احطهم في الشنطة بتاعتك
بدور بضيق نسيتي ليه بس حضرتك عارفة قد ايه انا بحبهم
بثينة اسفة والله يا بنتي مكنتش اقصد انا بس اتلهيت
بدور طيب خلاص مش مشكلة
بثينة طب هتبعتي حد يأخدهم و لا لا
بدور لا يا طنط مش مشكلة
بثينة سامحيني والله اتلهيت و نسيت احطهم
بدور و لا يهمك حصل خير مضطرة اقفل دلوقتي عايزة حاجة
بثينة عايزة سلامتك
بدور الله يسلمك يلا سلام
بثينة سلام
اغلقت بدور الخط و هي تشعر بالضيق فهذة الاجندة و ادوات الرسم خاصتها تعشقهم و دائما تستخدمهم للحديث عن ما بداخلها ...كان كل هذا يحدث تحت مسامع ثائر الذي خرج و استمع للمكالمة و استشعر الضيق و الحزن من نبرة بدور و هذا يبين له ان هذة
الاشياء تحبها بدور بشدة و لها مكانة كبيرة